تؤمن العديد من الديانات بما فيها الإسلام والمسيحية بأن الله سيرسل المخلص في آخر الزمان للقضاء على الشر بعد أن يشعل فتنة المسيح الدجال والتي ستصيب الجميع.
بعيدا عن محاولة عقلنة تلك القصة التي تبدو خرافية من حيث أن هذا الرجل سيجوب الأرض كلها، وسيدخل مختلفة الدول والمناطق باستثناء المدينة المنورة والقدس ومكة، إلا أن القصة الدينية تؤكد بما لا شك فيه أن الله شرير وربما هو الشيطان.
إذا طرحنا سؤالا في غاية الأهمية، ما الغاية من فتنة الدجال؟ سيجيب المسلمين والمسيحيين وأتباع المعتقدات التي تؤمن بأنه سيأتي، سيكون جوابهم الواضح هو أن هذه الفتنة اختبار للإيمان لدى المؤمنين.
جواب يبدو منطقيا ومتماسكا من الوهلة الأولى، لكن عند التدقيق في نتائجه، وتجد أن معظم الناس سيفتنون به وسيتبعون الدجال وسيعتقدون أنه الله أو الخالق وقد تسجد في جسد بشري، وأن مصيرهم بعد ذلك هو العذاب الأليم والجحيم للأبد، حينها يصبح الجواب غير كافيا بل ويؤدي إلى استنتاجات خطيرة.
الله يعلم أن فتنة المسيح الدجال أو أي فتنة أخرى وإن كانت صغيرة سيسقط في فخها المليارات من الناس وربما غالبيتهم، خصوصا وأن الوحي منقطع وآخر نبي مر على بعثه قرون.
اليوم يشكك الشباب في الديانات وهناك موجة شك في صحتها، وهناك فتن كثيرة بالمنطق الديني، وفوق كل هذا سيرسل الله المسيح الدجال الذي يملك نفس قدراته تقريبا ومنها احياء الموتى وارسال المطر؟ إن هذا لدليل على أن الله لا يريد لهذه الأجيال الجنة وقد حكم مسبقا عليهم بالنار.
إقرأ أيضا:خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب اللهيتقاطع هذا بالإيجاب مع الديانات خصوصا الإسلام الذي يحصر أهل الجنة في فئة قليلة جدا، وحتى أغلب المسلمين مصيرهم الناس لأنهم ليسوا من الطائفة الناجية.
ويفتح هذا الباب لاستنتاج واضح، وهو أن الله خلقنا كي يعذبنا ويفتننا، وهي نتيجة توصل إليه المشككين وأهل العقل وكانت سببا في إلحاد الكثير من الناس أو الإنتقال إلى الربوبية وترك الدين.
لهذا السبب نجد العقلانيين المسلمين لا يؤمنون بفتنة المسيح الدجال، وقد أنكر الدكتور الفلسطيني عدنان إبراهيم هذه القصة وطعن في الأحاديث النبوية التي تؤكد أنها من فتن آخر الزمان.
كما أن جمهور القرآنيين لا يؤمنون بهذه الفتن وينكرونها لأنها لم تذكر في القرآن، ولديهم تأويلات مقبولة عند عامة أهل العقل من المسلمين، وهي إلى حد ما تساعد الشباب على تجنب الإلحاد.
أما من يؤكد مرارا وتكرارا على فتنة الدجال لا يعرف أنه بطريقة أو أخرى يثبت أن الله شرير وغايته المثلى هو أن يكون معظم خلقه في النار.
ولا يحتاج الله إلى هذه الفتنة إذا افترضنا ان أتباع ديانة واحدة هم أهل الجنة فإن معظم خلقه في النار، لماذا سيزيد من الأعداد ويفتن أتباع الدين الصحيح بالنسبة له؟
إن الإعتقاد بالمسيح الدجال من طرف المتدبرين بالقرآن يشكك في العدل الإلهي بل ويؤكد لنا أن الله شرير وغايته الحقيقية هي أن يضرب ايماننا في مقتل وليس أن يختبرنا وبهذا يضمن سقوطنا في الجحيم.
إقرأ أيضا:لماذا الولايات المتحدة تدعم إسرائيل؟ ماذا تستفيد أمريكا منها؟كما أن هذه الفتنة تعظم من شأن ابليس والشياطين والشر في الحياة عموما، وتزيد من الشك بأن هناك إلهين وليس فقط إله واحد وأن هناك صراع كوني بين سلطتين متناقضتين، وهو ما يؤكد صحة بعض المعتقدات والدينية الأقدم التي تتحدث عن صراع بين الآلهة.
إلى جانب ما سبق تحمل فتنة المسيح الدجال كراهية وعنصرية لليهود والنساء، لأنهم أكثر أتباع هذا الإله المزور، إضافة إلى أمور غير منطقية ومنها أن الدجال موجود في جزيرة منذ قرون وهو يستعد كي يخرج!
إقرأ أيضا:
خرافة عودة المسيح وقدوم عيسى في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أهم الديانات والفلسفات في الهند أو أرض الروحانيات
اضطراب المهدي المنتظر المتفشي في المجتمعات الإسلامية
هل انتحر الإمام الحسين بن علي أم خذله الله؟
رحلة مايسة سلامة الناجي من الإسلام إلى الربوبية