إنترنت

طمس الطفولة من الألعاب الإلكترونية إلى سناب شات وتيك توك

يجهل الكثير منا حقيقة إلى أي مدى أصبحت الطفولة متضررة من انتشار التكنولوجيا وانفتاح الأطفال على الألعاب الإلكترونية وتواجدهم على الشبكات الإجتماعية.

ولا شك أن الأطفال يتأثرون سريعا ويتواجدون على نفس الصفحات التي نتواجد عليها نحن البالغين، ما يعني أنهم يستهلكون محتويات مسمومة ولديهم مستوى فهم جنسي موازي أو مطابق لما اكتسبناه في بداية العشرينات من عمرنا.

من الألعاب الإلكترونية الشهيرة مثل غارينا فري فاير وببجي والعناوين الأخرى التي يجب في الأصل أن لا يستخدمها سوى المراهقين والكبار، إلى الشبكات الاجتماعية التي يتواجدون عليها مثل فيس بوك وسناب شات إضافة إلى انستقرام وتيك توك، يحدث طمس الطفولة بصورة يومية ومتكررة.

لا تتفاجأ إذا كان ابنك البالغ من العمر 12 عاما يعرف القتل ويستمتع به، ويعرف الجنس والإغتصاب ويتمازح به مع أقرانه أو على الصفحات التي يتواجد عليها بمواقع التواصل الإجتماعي.

عندما أجد تعليقات الأطفال في صفحات الألعاب المفضلة لديهم يطلبون فيها اضافة ميزة الاغتصاب ويتحرشون بالشخصيات أدرك أن الطفولة طمست في الألعاب والشبكات الإجتماعية مثل فيسبوك، تيك توك، سناب شات وانستقرام.

وكيف لا يحدث ذلك وهذه المنصات مليئة بالكبار والمراهقين والشباب وترفيه البالغين إلى أقصى الحدود، والأطفال بطبيعتهم يحبون التقليد.

ولنا في الرقصات التي اخترعها بعض المشاهر مثل رقصة كيكي التي انتشرت خلال الأشهر الماضية والتي شكلت أغنية النجم العالمي دريك مصدرا لها.

إقرأ أيضا:كيفية كسب المال من بث الألعاب على فيس بوك Facebook Gaming

الجيل الجديد من الأطفال يشاهدون كليبات الأغاني لأمثال دريك ونيكي ميناج وهي مليئة بالمشاهد التي لا تصلح للأطفال والفئات الناشئة.

في الحجر الصحي رأينا أن الأطفال يقضون يومهم على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية ليس في الدراسة أو استخدام ألعاب مفيدة لهم وملائمة لسنهم، ولكن في استخدام ببجي ومن ثم الإنتقال إلى فري فاير وإلى فورت نايت، ومن ثم استخدام يوتيوب لمشاهدة بث الألعاب من المراهقين والشباب الذين لا يلتزمون بآداب الحديث والحوار.

وينتقلون في المنصة نفسها إلى أحدث وأشهر كليبات الفيديو لمشاهير الأغنية الأمريكية والعالمية فيحفظون تلك الأغاني ويقلدونهم أيضا.

وبالطبع يصورون أنفسهم وهم يرقصون على سناب شات وتيك توك وانستقرام، ويعرضون أنفسهم أيضا فريسة للمرضى البالغين الذين يتحرشون بالصغار.

ويتابع هؤلاء صفحات الألعاب المفضلة لديهم فيصادفون بعض أسماء المواقع الإباحية ومصطلحات التحرش فينسخونها ويستخدمون بحث جوجل ليجدوا أنفسهم في المواقع الإباحية ومواقع قصص الجنس.

وراء نظرات الطفل إلى شاشة جهازه وهو يلعب تلك الألعاب ويتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ورسائل التحرش من البالغين والروابط التي توجهه للمواقع الإباحية، تبكي الطفولة فتطمس ثم تضمحل يوما بعد يوم، بينما الآباء في غفلة من أمرهم تستمر لسنوات حتى تتمكن الإباحية من هؤلاء الضحايا.

يكبر أطفال اليوم بدون تعليم ولا معرفة ولا هوية ولا شخصية محددة، أي شيء يأتي يؤثر عليهم وأي ريح تأتي تحملهم إلى أي وجهة تريدها.

إقرأ أيضا:آبل وفرصة شراء بيتكوين وإنشاء منصة تداول العملات الرقمية

الجيل القادم مخيف، من الصعب توقع أن الخير سيأتي منه للآباء وللمجتمعات ولبلدانهم، لكن هذا عدل بالنظر إلى صمت أولياء الأمور واعتقادهم أن الأمور بخير.

صحيح لا يمكننا استخدام المعايير القديمة في التربية مع الجيل الحالي، فلكل جيل زمنه وقواعدها، وهناك حكمة تشير إلى ذلك وهي “لا تربوا اولادكم كما رباكم آباؤكم.. فقد خلقوا لزمان غير زمانكم” ينسبها البعض إلى الامام على ابن أبي طالب وهناك من يقول أنها لفيلسوف أجنبي.

إقرأ أيضا:رهان سام ألتمان بقيمة 7 تريليون دولار على الذكاء الإصطناعي

تختلف الأدوات والإمكانيات ويمكن للتكنولوجيا أن تساعد الآباء على تربية أبنائهم وتعليمهم أفضل تعليم ممكن ومجانا.

هناك ألعاب تعليمية إضافة إلى ألعاب الألغاز وتلك التي تطور لدى الأطفال المهارات، كما تتوفر المواقع التعليمية لاكتساب اللغات وتطبيقات حفظ القرآن والمزيد.

أما الإستخدام الحالي للتكنولوجيا غير مشرف ويؤدي الأطفال ويدمر الطفولة ويضيعها ويجعلها تضيع في حياة الأشخاص الجدد بهذا العالم.

لهذا السبب أصبح تحريم لعبة ببجي رسميا

دليل ربح المال من تويتش عن طريق بث الألعاب

مجال الألعاب مهم لكسب المال من يوتيوب خلال 2020

34 احصائية مبهرة و حقائق عن الألعاب الإلكترونية

السابق
نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع الله
التالي
تأثير فيروس كورونا على المراهنات الإلكترونية