في الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر أمازون جوجل فيس بوك آبل على أسواق التكنولوجيا، بينما تواجه الشركات المتوسطة والصغيرة صعوبات للوصول إلى مكانة قريبة منهم.
واجهت بالفعل مايكروسوفت قبل سنوات وخصوصا في عهد بيل غيتس نفس التهمة، وهي ممارسات الإحتكار والعمل على السيطرة التامة على السوق وقتل المنافسة.
قارن جيري نادلر، رئيس السلطة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، تلك الشركات اليوم مع محتكرى السكك الحديدية قديما قائلاً إن الصناعة تمارس قوة كبيرة على الأسواق.
واليوم يتابع الملايين من الناس في أمريكا وخارجها مساءلة قادة الشركات الأربعة أمام الكونغرس الأمريكي، والذي يطرح عشرات الأسئلة ليجيب عنها هؤلاء.
لكن الأسئلة بعضها غبي وبعضها سطحي ولا يزال الكونغرس بحاجة إلى أن يستعين بالخبراء في مجال التكنولوجيا والممارسات التجارية التقنية لفضح تلك الشركات وارغامها على تغيير سياساتها.
-
البداية من سياسات الإحتكار التي تمارسها جوجل
يعد محرك بحث جوجل العمود الفقري لخدمات ومنتجات هذه الشركة وهو المحرك الذي يفضل دائما الفيديوهات من يوتيوب على بقية المنافسين.
فقط في نتائج بحث قليلة يمكنك أن تجد بعض مقاطع الفيديو من منصات أخرى في مقدمة نتائج البحث، وهذه واحدة من ممارسات جوجل لدفع الزيارات وحركة المرور إلى خدمة الفيديو الخاصة بها وقتل المنافسين.
إقرأ أيضا:مشكلة التحرش الجنسي في ميتافيرس والعالم الإفتراضييعاني أصحاب المواقع مع هذه الشركة في نتائج البحث التي تتضمن الجواب السريعة، فعند البحث مثلا عن آلة حاسبة أو تحويل العملات ستجد نتائج بحث فورية من جوجل ثم نتائج البحث من المواقع الأخرى.
تحول محرك البحث إلى منافس كبير لكافة الخدمات والمواقع وكل هذا باستخدام تقنياته وسياساته ونتائج البحث الفورية.
يحدث الإحتكار أيضا على أندرويد، حيث تأتي هواتف نظام تشغيل جوجل بكل خدماتها بشكل افتراضي، لهذا فإن الوصول أو البحث عن المنافسين يعد أمرار قليلا.
تحدث أيضا الممارسة نفسها في البريد الإلكتروني وخدمات الخريطة والتدوين ونتائج البحث المدفوعة التي تزاحم أكثر نتائج البحث المجانية، وتفرض على الشركات الترويج لخدمتها في نفس نتائج بحثها كي لا يأتي منافس ويأخذ المكان الأبرز في الصفحة.
-
سياسات الإحتكار التي تمارسها فيس بوك
أما فيس بوك فهي الأخرى غير بريئة، بداية من القمع الشهير لعدد من منصات التواصل التي تقوم بحظر روابطها، إلى تحطيم المنافسين من خلال نسخ المميزات من تطبيقاتهم.
لعل قصة فيس بوك مع سناب شات أوضح قصة على ذلك، فعندما رفضت الشركة الصاعدة بيع أعمالها للعملاق الأزرق لجأت إلى نسخ مميزاتها وممارسات مختلفة من أجل التأثير على المستخدمين وابعادهم على المنافسين.
إقرأ أيضا:هل يمكن إعادة صياغة وكتابة سور القرآن باستخدام ChatGPT؟من حق الشركة الأمريكية أن تتوسع وتفعل كل ما هو شرعي للبقاء في صدارة المنافسة، لكنها تعمل على قتلها من خلال الإستحواذ على المنافسين.
هناك تقارير تشير إلى أنها تضغط لحظر تيك توك الصيني في السوق الأمريكية، وهناك تقارير أيضا تشير إلى أن الهجوم الصحفي الذي تعرضت له زووم وراءها الشركة نفسها.
لكن الإحتكار الأكبر يتضح من خلال تقليل وصول الروابط إلى المتابعين والمستخدمين وتفضيل أن يحدث ذلك من خلال دفع وسائل الإعلام المال للترويج لقصصهم، وتفضيل المحتوى الإخباري الذي ينشر بشكل مباشر على المنصة، وهو ما قتل الكثير من الصحف الناشئة.
-
سياسات الإحتكار التي تمارسها أمازون
حتى هذه الشركة ليست بريئة، وهي المتهمة بقتل المنافسين والشركات الناشئة الصغيرة، وفرض شروطها على من يريد البيع على منصتها، مع التحكم في مدى ظهور منتجاتهم بنتائج البحث.
تقول التقارير ان المنتجات الخاصة بالشركة أو التي تملك حق بيعها بشكل حصري دائما ما تأتي في مقدمة الإقتراحات ونتائج البحث بينما على الشركات المنافسة الدفع لظهور منتجاتها.
هذا يؤدي إلى تمتع الشركة بهامش ربح أكبر من المنافسين والذين يحتاجون إلى الترويج بداخل المنصة لمنتجاتهم، للبيع وتحقيق الأرباح.
تستخدم الشركة أيضا بيانات الطرف الثالث لإفادة نفسها والعمل على فهم السوق وتقديم مزايا أو منتجات من شأنها أن تجعلها متفوقة في السوق.
إقرأ أيضا:حقيقة ازالة يوتيوب عداد ديسلايك ومصير زر الإعجاب-
سياسات الإحتكار التي تمارسها آبل
عندما يتعلق الأمر شركة آبل فإن أكبر مخالفاتها تحدث في موضوع متجر التطبيقات، حيث تفرض على أصحاب التطبيقات أن تتم المعاملات المالية عبر المتجر لتقتطع هي عمولتها.
لا تسمح آبل أيضا للمستخدمين بإمكانية تنزيل التطبيقات من خارج متجرها، وأي شخص يمكن أن يفعل ذلك عليه أن يضحي بالبرنامج الأصلي على هاتفه ويفقد الضمان، كي يحصل على تطبيقات الطرف الثالث.
قد تسمح هذه السياسة للشركة بطرد بعض التطبيقات المنافسة لأسباب معينة وهذا كي تسيطر هي من خلال تطبيقاتها على المستخدمين.
-
وقت المحاسبة؟
تتعرض هذه الشركات الأربعة على وجه التحديد لهجوم صحفي وانتقادات من أكبر الخبراء والمسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهي شركات متوسعة بسرعة وتدخل لمجالات لم تكن تحلم بها من قبل، وهي بعد وقت قصير تتمكن من التغلب على المنافسين والسيطرة عليها.
هذا مقلق لممارسة الأعمال والتجارة والمنافسة في أكبر اقتصاد بالعالم ولا يسمح بقدوم المزيد من الشركات الأمريكية والمتعددة الجنسيات إلى الصدارة.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر: “إذا لم يحقق الكونغرس الإنصاف فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا العملاقة، وهو ما كان ينبغي عليهم فعله منذ سنوات، فسأفعل ذلك بنفسي بأوامر تنفيذية”.
وأضاف “في واشنطن اقتصر الأمر كله على الحديث ولم يتم اتخاذ أي إجراء لسنوات وشعب بلدنا سئم هذا الوضع!”.
تحركات واشنطن للحد من نفوذ شركات التكنولوجيا الأمريكية
هواوي الأول عالميا في صناعة الهواتف الذكية وسقوط سامسونج مؤقتا
سلاح الصين الذي سيدمر التكنولوجيا الأمريكية