لمع اسم ياسر الحزيمي في السنوات الأخيرة بفضل بودكاست فنجان على يوتيوب، وانتشرت مقاطع الفيديو التي يقدم فيها دروسا في مجال التنمية الذاتية والعلاقات الأسرية.
وحققت إحدى الحلقات المنشورة له والتي نشرها في أواخر عام 2022 أكثر من 100 مليون مشاهدة، ويعد برنامجه من أنجح انتاجات شركة ثمانية السعودية.
لكن الدكتور والداعية السعودي المتهم سابقا بأنه اخواني، خرج في مقطع فيديو مع اطلاقه حساب رسمي له على منصة اكس، يؤكد فيه أنه ضد الجماعات والأحزاب التي فرقت الأمة الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس.
السلفي السعودي ياسر الحزيمي
موقف السلفي السعودي ياسر الحزيمي المعادي للسلفية السرورية التي أنتجت جماعة الإخوان المسلمين يتطابق مع السلفية التي ترفض هذه الجماعة والحركات المشابهة لها فكريا.
وكان الدكتور السعودي على علاقة مع الداعية الإخواني سلمان العودة والذي كان حركيا سروريا، وحضر العديد من ندواته واجتماعاته في تركيا.
لكن على ما يبدو فقد تراجع ياسر عن موقفه من الإخوان وتبنى نهجا سلفا أصيلا والذي يرفض هذه الجماعة ويعتبر الإخوان حصن من حصون اليهود كما هو حال الشيعة والصوفية.
خلاف السلفية والإخوان
وباستثناء السلفية الجهادية ونظيرتها السرورية الحركية، تتبنى الدعوة السلفية مبدأ طاعة ولي الأمر وعدم الخروج على الحاكم، لأن في ذلك فتنة أكبر ولنا ما حصل في سوريا وليبيا ودول أخرى أكبر دليل.
إقرأ أيضا:حلول مشكلة المسافة بين ايران وإسرائيل في الحرب العسكريةوتتبنى جماعة الإخوان المسلمون نهجا تصادميا مع الحكام سواء من خلال الانتخابات والديمقراطية أو بدعم الثورات والفوضى في الشارع ضد الحاكم المستبد أو العلماني من أجل تحكيم الشرع، كما أنها تكفر الجيوش العربية ويمكن لشخص اخواني أن يصبح سلفيا جهاديا.
أما الفرق السلفية الأخرى فهي تميل إلى اعتزال السياسة واتباع مبدأ طاعة ولي الأمر والعمل على تصحيح سلوك الناس بالدين.
في المقابل هناك السلفية الجهادية التي أنتجت القاعدة وداعش والنصرة، وهي حركات تعتبر الجيوش الإسلامية جيوش الردة وتفضل المواجهة العسكرية ضد الأنظمة التي تعتبرها عميلة للغرب واليهود.
خلافات السلفية مع حركة حماس
حركة حماس الفلسطينية هي الجناح العسكري للإخوان في فلسطين، وهي التي بادرت إلى شن هجوم 7 أكتوبر ضد إسرائيل لتحرير القدس كما زعمت.
وفي النهاية أدت هذه العملية التي يعتبرها خبراء في الشأن العسكري بمثابة انتحار، إلى احتلال إسرائيل للقطاع مجددا بل وسيطرت إسرائيل مجددا على معبر رفح.
ولا يؤيد الكثير من السلفيين حركة حماس لأنها تستخدم الشعب في غزة كذراع بشري ضد إسرائيل، من خلال إطلاق الصواريخ من التجمعات السكنية التي ترد عليها إسرائيل بالقصف ما يتسبب في مجازر مروعة.
ومن المعلوم أنه ضرب مصدر اطلاق النيران في أسرع وقت من البديهيات في العلوم العسكرية، وهي سياسة تتبعها إسرائيل ما يؤدي إلى مجازر تستخدمها حماس من أجل كسب التعاطف العالمي.
إقرأ أيضا:7 أكتوبر 2023: نكبة قطاع غزة بأيدي حركة حماسويرى السلفيين أن سياسة حماس مخالفة للشريعة حيث أنها لا تحقن دماء المسلمين بل أدت عملياتها العسكرية إلى استباحة الدماء.
المشكلة الثانية الأكبر هي العلاقة بين حركة حماس وايران، وهي علاقة أصبحت أكثر وضوحا منذ هجوم 7 أكتوبر، ويتبين أنها بدأت منذ نشأت الحركة خلال القرن الماضي.
وتعترض السلفية على هذه العلاقة خصوصا وأن الشيعة هم العدو الأكبر لهم ضمن الفرق والمذاهب الإسلامية ويكفرونهم تكفيرا صريحا.
ياسر الحزيمي والاخوان وحركة حماس
من الطبيعي بناء على المعطيات السابقة أن يتبنى ياسر الحزيمي الموقف السلفي الحقيقي من الإخوان وحركة حماس وما إلى ذلك من الأحزاب الأخرى الإسلامية.
كما أن السعودية قامت بحظر هذه الجماعة واعتقلت العشرات من رموزهم، وقد لقي ذلك ترحيبا من رموز السلفية المقربة من السلطة في المملكة.
إقرأ أيضا:تاريخ مجلات الثقافة الجنسية العربية من ازدهارها إلى انقراضهامن جهة أخرى لاحظنا في حرب غزة أن الإخوان يشجعون ايران والحركات الشيعية التي تشارك في الهجوم على إسرائيل ما زاد من ابتعاد السلفيين عنهم.
ويساعد الإخوان من حيث لا يدرون على انتشار التشيع والولاء لطهران على حساب الدول العربية والسنية، وهي مشكلة كبرى اليوم بالنسبة للفرق السلفية التي تعادي التشيع وترى انتشاره من أسباب تفوق إسرائيل على المسلمين.
إقرأ أيضا:
هذه آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ وهذه نهايتها
بعد مجزرة النصيرات تأكدت أكثر أن حركة حماس خبيثة
حرب غزة ليست الأسوأ في التاريخ الإسلامي
اسبانيا تعترف بفلسطين: لماذا الآن وهل مدريد صادقة؟
جورج سوروس: عدو إسرائيل وداعم فلسطين المعترف بحماس