علوم

هل لحرب غزة دور في سقوط أكثر من ألف قتيل في الحج؟

تداولت حسابات يمنية كبرى على منصة اكس وعدد من الحسابات الأخرى خبرا مفاده أن معظم القتلى في الحج والذين تجاوز عددهم الألف هم ممن هتفوا لنصرة قطاع غزة.

وتداولت تلك الحسابات في الأيام الماضية العديد من البعثات التي كانت تهتف لنصرة غزة، ومن المعلوم أن السلطات السعودية تمنع ادخال السياسة في الحج.

وفي هذا المقال نجيب عن سؤال في غاية الأهمية هل هذه الإدعاءات صحيحة؟ هل لحرب غزة علاقة بسقوط أكثر من ألف قتيل في الحج؟

الهتاف في الحج من أجل غزة

لطالما كان الحج مناسبة دينية حساسة خصوصا وأنه يشارك فيه أكثر من 1.8 مليون حاج من مختلف دول العالم، وحوالي 88 في المئة منهم من خارج السعودية.

وتعمل السلطات السعودية على تسخير كل القوى البشرية والمادية من أجل إنجاح الموسم الذي يشكل تحديا كبيرا ليس من السهل ادارته.

ومر موسم الحج هذا العام في ظروف سياسية صعبة بمنطقة الشرق الأوسط، خصوصا مع استمرار حرب غزة، وحالة الإستقطاب العالي الذي تعيشه المنطقة والتكفير للحكام والقادة العرب.

وشارك فئة قليلة من الحجاج في الهتاف لنصرة غزة وهم من جنسيات مختلفة، لكنهم بذلك خالفوا القاعدة القرآنية {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.

ادعاءات الاخوان والشيعة وخصوم المملكة السعودية

لاحظنا منذ الكشف عن مقتل المئات من الحجاج هذا العام نشاطا كبيرا للحسابات المحسوبة على التيارين الشيعي والإخواني ضد السلطات السعودية.

إقرأ أيضا:افتتاح أولمبياد باريس صفعة ماسونية تنويرية لليمين المسيحي

ويطالب خصوم المملكة السعودية بتدويل الحج ويروجون لفكرة أن السلطات السعودية فشلت في توفير حج آمن، بل وذهب هؤلاء إلى أبعد من ذلك.

وقد نشرت حسابات يمنية ادعاءات تفيد أن كل من شارك في الهتاف لأجل قطاع غزة تم قتلهم أو تسميمهم، وطالبوا بتشريح جثت القتلى للكشف عن السبب الحقيقي لموتهم.

ومما زاد الغضب ضد السلطات السعودية في موسم الحج الحالي هو موقف الدولة السعودية التي انتظروا منها ارسال جيشها للقتال إلى جانب حماس صد إسرائيل وهو موقف انتظروه أيضا من مصر والأردن ودول أخرى.

الضحايا أغلبهم حجاج غير شرعيين

لأداء فريضة الحج، يجب على الحاج التقدم بطلب للحصول على تأشيرة حج خاصة، وهي التي تضمن للحاج الحصول على كافة حقوقه والخدمات.

لكن بعض الأفراد يحاولون الذهاب إلى الحج لمدة خمسة أيام دون الوثائق الصحيحة، على الرغم من محاولات المسؤولين السعوديين اتخاذ إجراءات صارمة.

وجاءت مصر في صدارة دول الحجاج غير الشرعيين، خصوصا وأن هناك طرق عديدة ملتوية من أجل الذهاب إلى الحج، وأشهرها شركات السياحة التي تقدم عروضا أرخص للسفر إلى الحج والتي تستغل بعض الثغرات ومنها أن يذهب الحجاج 3 أشهر قبل موسم الحج.

غالباً ما يتجنب الحجاج الذين لا يملكون الوثائق الصحيحة السلطات، حتى عندما يحتاجون إلى المساعدة، وكل هؤلاء وصلوا إلى الحج وتأشيرتهم غير صالحة للحج وأيضا استغرق وجودهم في المملكة أكثر من 3 أشهر وبالتالي لم تعد صالحة.

إقرأ أيضا:تكفير الأوزباكستاني ابن سينا: إمام الملحدين الذي حفظ القرآن

ويُعتقد أن مسألة “الحج غير الرسمي” تساهم في زيادة الوفيات، وقد ألقت السلطات باللوم عليهم في بعض الاكتظاظ في الخيام.

التغير المناخي في صدارة المتهمين بقتل ألف حاج

من جهة أخرى نجد أن موجات الحر غير المسبوقة في المملكة العربية السعودية هي عامل مهم وراء ارتفاع عدد القتلى، وتعاني المنطقة من موجات حرارة عالية مع تفاقم أزمة الاحترار العالمي

وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة السعودية لتجنب التعرض للحرارة والبقاء رطبًا، فقد وقع العديد من الحجاج ضحية للإجهاد الحراري وضربة الشمس.

ويواجه الحجاج مخاطر بسبب الحرارة غير المألوفة والنشاط البدني الشاق والمساحات المفتوحة الشاسعة، والعديد منهم أيضًا من كبار السن أو ليسوا على ما يرام.

ومع ذلك، فإن الوفيات المرتبطة بالحرارة أثناء الحج ليست جديدة وتم تسجيلها منذ القرن الخامس عشر، ويحذر العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري من شأنها أن تجعل الظروف أكثر سوءا.

وقال كارل فريدريش شلوسنر من تحليلات المناخ لرويترز إنه مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، فإن خطر الإصابة بضربة الشمس أثناء الحج قد يزيد بما يصل إلى خمس مرات.

مشاكل الاكتظاظ والصرف الصحي

وبحسب عدة روايات، أدى سوء الإدارة من قبل السلطات السعودية إلى تفاقم الظروف القاسية، مما أدى إلى أزمة في العديد من المناطق المخصصة للحجاج.

إقرأ أيضا:جورج سوروس: عدو إسرائيل وداعم فلسطين المعترف بحماس

ويقولون إن أماكن الإقامة والمرافق كانت تدار بشكل سيئ، حيث تفتقر الخيام المكتظة إلى مرافق التبريد والصرف الصحي الكافية.

تقول أمينة (اسم مستعار)، 38 عاماً، من إسلام آباد: “لم تكن هناك مكيفات في خيامنا في حرارة مكة. والمبردات التي تم تركيبها لم تكن مزودة بالمياه في معظم الأوقات”.

ومع ذلك، فقد سلط وزير الصحة السعودي الضوء على الموارد المخصصة لضمان رفاهية الحجاج.

وقال بيان حكومي إن هذه المشاريع تشمل 189 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادات متنقلة بسعة إجمالية تزيد عن 6500 سرير، وأكثر من 40 ألفاً من الكوادر الطبية والفنية والإدارية والمتطوعين.

إقرأ أيضا:

الحج والعمرة والصلاة في زمن ميتافيرس الواقع الإفتراضي

الحجاب فرض في الإسلام لكن ليس على المسلمات

خرافة اتفاقية البترودولار مع السعودية

لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟

ثورة ايران وتمرد الأبناء ضد الحجاب والحكم الديني

احتجاجات الحجاب في الهند وإيران تحقق نفس الهدف

السابق
السر وراء ظهور متحور كورونا الجديد ومشكلة اللقاح
التالي
المراهقين يفضلون تيك توك ويوتيوب على انستقرام