نتجه لا محالة إلى حرب اليمين المتطرف والإسلام في أوروبا والغرب عموما، وهي رد فعل شعبي على تدفق المهاجرين وفشلهم في التناغم مع المجتمع الأوروبي.
العوامل الأخرى مختلفة ومتنوعة لكنها كلها تصب في النظر إلى أن المهاجر القادم من أفريقيا والشرق الأوسط يشكل تهديدا للحضارة الغربية.
وفي هذه الحرب التي اشتعلت مؤخرا خصوصا بعد حرب غزة التي بدأتها حركة حماس، هناك رابحون وخاسرون وهم كالتالي:
الخاسرون من حرب اليمين المتطرف والإسلام
هؤلاء هم الخاسرون حرب اليمين المتطرف والإسلام:
جماعات الإسلام السياسي
تغلغلت جماعات سنية مثل الإخوان المسلمين وكذلك الجماعات الشيعية في أوروبا، ومع صعود اليمين المتطرف ستخسر تلك الجماعات مكاسبها.
من المرتقب أن يتم محاربة تلك الجماعات وربما أيضا تصنيفها على انها جماعات إرهابية، وستعمل الحكومات الأوروبية على اغلاق المساجد التي تعمل كأداة لنشر الفكر الإخواني والشيعي والسلفي.
وهذا بدوره سيؤثر سلبا على الأنشطة العامة التي يقوم بها هؤلاء ومنها المظاهرات والاحتجاجات السلمية والأنشطة التي يحاولون فيها اقناع الأوروبيين بفكرهم.
المهاجرون المتشددون
المهاجر المتشدد هو الذي يحاول فرض دينه وثقافته على الأوروبيين، ويستخدم حرية التعبير في هذه الدول للتحريض على الحكومات في الدول العربية أو حتى الدول الغربية نفسها.
ينتظر أن يستهدف اليمين المتطرف هذه الفئة أولا قبل أي فئات أخرى، وفيما يميل اليمين المتطرف في ألمانيا إلى الحفاظ على المهاجرين المنسجمون مع الثقافة الألمانية قد لا يكون هذا موقف أحزاب أخرى في دول متنوعة.
إقرأ أيضا:رؤية الإمارات لقطاع غزة بدون حماس وفلسطين بدون عباسينبغي أن ينسجم المهاجر مع الثقافة الغربية ويعيش بسلام مع أقرانه في المجتمع الأوروبي وإلا سيتعرضون للتهجير القسري وأيضا نزع الجنسية منهم.
المهاجرون الفاشلون
نتحدث عن المهاجرين الذيم يشكلون عالة على الحكومات الأوروبية، وهي فئة لا تعمل وتحصل على المساعدات والدهم الحكومي أو تعيش في الشوارع.
هذا النوع من المهاجرين يمكن تهجيره إلى الدول الأصلية إذا تحركت الحكومات الأوروبية وقدمت الأموال إلى حكومات دول المهاجرين.
ويميل اليمين المتطرف في أوروبا إلى طرد هؤلاء لكثرتهم وأيضا لتسببهم في الفوضى بالعديد من المدن والشوارع بالدول الأوروبية وأيضا تورطهم في تجارة المخدرات والدعارة.
أوروبا العلمانية القائمة على قيم الماسونية
ترفض محافل الماسونية الفرنسية صعود اليمين المتطرف خصوصا وأنه يهدد الديمقراطية الأوروبية والقيم العلمانية التي أقيمت لأجلها الثورات الفرنسية وغيرها من الغربية الناجحة.
كما أن اليمين المتطرف سبق له وأنتج النازية والفاشية التي حاربت اليهود والأجانب والتي ترفض الحوار مع الأجانب وبناء مجتمعات متنوعة وعالمية.
وتدعم الماسونية المواطنة العالمية وحقوق المهاجرين والمثليين والتعايش بين الأديان والشعوب والعدالة والمساواة والديمقراطية والليبرالية وهي كلها أمور مهددة الآن.
دول الجنوب
دول شمال أفريقيا والدول الافريقية والشرق الأوسط تواجه خطر عودة الملايين من المهاجرين وهو ما من شأنه أن يشكل ضغطا عليها.
إقرأ أيضا:هل قطر مطبعة مع إسرائيل؟ أسرار العلاقات الإسرائيلية القطريةوتجلب الجاليات العربية والأفريقية العملة الصعبة والدخل من الدولار واليورو لدولها، وبالتالي عودتهم لخفي حنين هو ضربة لتلك الحكومات.
الرابحون من حرب اليمين المتطرف والإسلام
هؤلاء هم الرابحون حرب اليمين المتطرف والإسلام:
اليمين المتطرف
انتصار اليمين المتطرف ووصوله إلى الكم في العديد من دول العالم اليوم هو بمثابة انتصار لهم ولطالما واجهوا قمعا من الشعوب الأوروبية التي تبنت الليبرالية واليسارية العلمانية.
سيعود اليمين المتطرف قويا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كان خطابهم قويا وحاضرا في أوروبا وكان من أسباب اشعال الحرب العالمية.
تميل الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا إلى التركيز بشكل أكبر على رفض الإسلام والمسلمين باعتبارهم جماعة دينية خارجية، بدلاً من الترويج صراحةً للمسيحية كمجموعة داخلية.
إسرائيل
يتبنى اليمين المتطرف خطابا واضحا اتجاه القضية الفلسطينية وهو عدم الإعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
وكان دونالد ترامب في صفقة القرن قد سعى إلى تنفيذ ذلك، حيث اعترفت الولايات المتحدة بالعاصمة الجديدة لإسرائيل وعمل على طمس القضية الفلسطينية.
لكن اليهود في أوروبا هم أيضا في خطر ويفكر الكثير منهم في الهجرة إلى إسرائيل والهروب من أوروبا التي أصبحت مركزا لليمين المتطرف الذي سبق له اضطهاد اليهود.
العلمانيون العرب
لطالما دعا العلمانيون العرب إلى حظر النقاب والتضييق على المسلمين في أوروبا، وكانت الإمارات العربية المتحدة من الدول التي حذرت أوروبا من الغزو الإسلامي.
إقرأ أيضا:قائمة الدول التي تشارك في تأمين أولمبياد باريس منها 3 دول عربيةينظر الآن العلمانيون العرب بسعادة إلى ما يحدث، ولا يعرف الكثير منهم أن اليمين المتطرف ليس علمانيا بل أكثر ميولا إلى المسيحية المحافظة.
أوروبا
ستستفيد الدول الأوروبية في حال التخلص من المهاجرين الفوضويين وكذلك المتطرفين والحد من الإسلام السياسي، وستكون هذه مرحلة مؤقتة.
بينما فشل اليسار العلماني في حل فوضى المهاجرين، يبدو أن اليمين المتطرف يستحق فرصة المحاولة وهذا ما يراه نسبة مهمة من سكان القارة الأوروبية.
إقرأ أيضا:
قصة الحزب المناهض للماسونية الأمريكي اليميني المتطرف
من هو صديق اسرائيل؟ دونالد ترامب أم جو بايدن؟
الماسونية الفرنسية ترفض حكم اليمين المتطرف في فرنسا وبقية العالم
فرنسا تحترق بسبب ماكرون واليمين المتطرف وجالية الجزائر
اليمين القومي الشعبوي عدو العروبة وخصم الإسلام