رغم اعلان مقتل حسن نصر الله، أمين عام حزب الله اللبناني، لا يستطيع جمهوره الشيعي والسني استيعاب ما حدث، لذا صدق أو لا تصدق هناك من يقول أنه حي على قيد الحياة.
وبما أنه لم يتم دفنه حتى الآن في مكان معروف ولم تقم له جنازة بسبب الظروف القتالية بين لبنان وإسرائيل، استعد لترى الكثير من المحللين يتحدثون عن كونه على قيد الحياة.
يقول المشككون في مقتل حسن نصر الله أنه حي يرزق وهذه لعبة من الحزب اللبناني لخداع إسرائيل كي تجتاح جنوب لبنان وتخسر آلاف الجنود في حرب ستكون أكثر دموية مما حدث عام 2006 وكمينا عظيما للجيش الذي لا يقهر.
الحرب خدعة حسب هؤلاء وحسب نصر الله لا يزال على قيد الحياة، ومن غير المنطقي أن يكون مقتولا إذ أن أنفاق حزب الله أكبر وأكثر عمقا ومحصنة ضد القنابل والصواريخ الإسرائيلية.
هذا يكشف لنا حجم الإنجاز الذي حققته إسرائيل حيث قتلت زعيما كان من المستبعد أن تكون هذه نهايته، فالبعض يؤمن بأنه في مكان مجهول تحث الأرض اللبنانية وهناك من يؤمن بوجوده في ايران.
وهناك من يعتقد أن إسرائيل تعرف موقعه ولن تقتله لأنه ليس من مصلحتها أن تقضي عليه إذ أن حزب الله ليس عدوا لإسرائيل وما يحدث مجرد مسرحيات.
إقرأ أيضا:12 شهرا من الدعاء لأهل غزة ولا جواب من اللهلكن الحقيقة الواضحة هي أن الحزب اللبناني عدو لإسرائيل، وهذه الأخيرة كانت تبحث عن قتل حسن نصر الله منذ سنوات، وعملت منذ عام 2006 على الإستعداد جيدا لهذه المواجهة.
طورت إسرائيل قدراتها الإستخباراتية وطوعت التكنولوجيا كي تقضي على الحزب الذي يهددها من الشمال، وتمكنت في هذه المواجهة من القضاء على كافة قادته تقريبا.
عندما شارك حزب الله في الحرب الأهلية السورية كانت المخابرات الإسرائيلية تتبع عناصره في الأراضي السورية وتجمع معلومات عنه، وقد اكتشفت أساليبه في القتال وجمعت عنه معلومات ثمينة.
من جهة أخرى لعب الإعلام العربي الداعم لمحور الممانعة كما يسميه عناصره دوره في تضليل الجمهور من خلال تصوير حزب الله على أنه قادر على محو إسرائيل من الوجود.
هذا الإعلام الذي يضخم من ايران خدع الجميع وهذا يتضح من ضعفه البنيوي أمام الضربات الإسرائيلية التي تستهدف قادته، وهو نفسه الذي زرع فكرة أن حسن نصر الله حي لا يموت.
لا يستطيع أنصاره اليوم استيعاب مقتله وهذا يذكرني بمقتل صدام حسين حيث لا يزال أنصاره يتحدثون عن اعدام شبيه له وأن صدام الحقيقي لا يزال على قيد الحياة.
ونفس الأمر حدث مع أنصار أسامة بن لادن، حيث لا يصدق جمهوره مقتله ويشككون في التقارير الأمريكية الرسمية التي أعلنت مقتله واعتراف القاعدة بذلك.
إقرأ أيضا:لماذا الإعلام العربي مضلل وعاطفي في حرب غزة؟هذا العقل الذي يفكر على هذا النحو يذهب إلى أبعد من ذلك، إلى القول أن صدام حسين وأسامة بن لادن وحسن نصر الله وهتلر هم مجرد عملاء أمريكا والماسونية التي وظفتهم وزرعتهم.
ومن الواضح أن هذا القول لا يأتي إلا من شخص يعيش اضطرابا نفسيا أو عقليا، وما أكثرهم في الوطن العربي، والسبب في ذلك هو الإيمان بالسرديات الدينية القائمة على الخرافة.
يعيش المسلم اليوم حالة عداوة مع أمريكا والغرب ويرى أن هؤلاء أعداء الإسلام، لذا كلما وجد شخصا في صراع ضدهم ذهب إليه ونصره وعندما يتم تصفية ذلك الشخص ينتكس صاحبنا على عقبيه ويهذي بكلام غير منطقي.
إقرأ أيضا:كيف يحارب المغرب والإمارات الجفاف في غرب أفريقيا؟إذا كنت ممن يرددون أن حسن نصر الله حي يرزق فهذا تشخيص اضطرابك، حاول أن تتجاوز الصدمة وكن عقلانيا ودعك من الأوهام إذ ستدفعك إلى الجنون.
هذا عصر العلم والعقل حيث أتباع خرافات الدين ونظريات المؤامرة يشاهدون ما يؤمنون به ينهار حرفيا وهذه فرصة جيدة لهم للتحرر مما هم فيه من الوهم والهذيان.
إقرأ أيضا:
تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973
لماذا الإعلام العربي مضلل وعاطفي في حرب غزة؟
هل يحقق الرد على ضرب إيران لإسرائيل حلم العرب الأقحاح؟
6 تداعيات ناتجة عن اغتيال حسن نصر الله
بنيامين نتنياهو: لاعب الشطرنج الذي دمر الأغبياء المتهورين