علوم

هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟

مع سيطرة إسرائيل على معبر رفح تطالب قوى المعارضة من اليساريين والإسلاميين مصر بإلغاء اتفاقية السلام وشن الحرب على الدولة العبرية.

وفي ظل هذا الضغط المتزايد على الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يطرح سؤال في غاية الأهمية، هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟

حماس تراهن على حرب مصرية إسرائيلية

ازدادت المطالبات في الأيام الأخيرة بشكل أكبر وهي التي ظهرت في الأصل منذ بدء إسرائيل هجومها الواسع على حماس في القطاع منذ هجوم 7 أكتوبر.

ويتعرض الجيش المصري للسخرية في الشبكات الإجتماعية، وهناك حملة تخوين سواء للقيادة المصرية أو حتى الشعب المصري بشكل عام، لأن مصر لا تتحرك عسكريا من أجل انقاذ قطاع غزة من الإجتياح الإسرائيلي.

وتراهن حماس وحركة الإخوان المسلمين على اندلاع حرب مصرية إسرائيلية ليس فقط من أجل انقاذ غزة، ولكن لتوسيع رقعة الحرب كي تشمل أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.

وتستغل المعارضة موقف القاهرة التي تلعب دور الوسيط في الصراع إلى جانب قطر، من أجل تخوين الحكومة المصرية والإستهزاء بالجيش المصري، بل والتحريض ضده.

لكن مع استمرار الحرب في غزة وبقاء مصر على الحياد، يزداد صراخ الإخوان المسلمين واليساريين أيضا، خصوصا وأن إسرائيل تتقدم في الحرب وانتصارها وارد.

إقرأ أيضا:مميزات الشعاع الحديدي الإسرائيلي ومقارنة مع القبة الحديدية

عقيدة الجيش المصري ومهمته الأساسية

الجيش المصري مثل نظيره الإسرائيلي وبقية الجيوش في المنطقة هو جيش دفاعي، مهمته الحفاظ على الاستقرار والأمن إضافة إلى السيادة الوطنية.

منطقيا هذا يعني أنه لا يمكن لمصر أن تدخل حربا عسكرية ضد دولة أخرى إلا إذا تعرضت لتهديدات جادة أو ضربة عسكرية من الدولة الخصم.

عصر المغامرات العسكرية غير المحسوبة انتهى بالنسبة لمصر التي ارتكبت أخطأ جسيمة في القرن الماضي، بداية من شن الحرب ضد إسرائيل التي أعلنت استقلالها وفق حل الأمم المتحدة الذي يعطي لفلسطين أيضا دولته ويجعل القدس مدينة محايدة، إلى الحروب الأخرى التي خاضعتها لأجل فلسطين.

وقد حارب الجيش المصري في السنوات الماضية داعش التي انتشرت في سيناء وتهدد السيادة المصرية بشكل مباشر، بينما إسرائيل هي دولة جارة لها اتفاقية سلام مع مصر ولا تهددها ولا تريد الحرب ضدها.

حماس ليست حليفة لمصر ولا فلسطين

لا ترتبط مصر باتفاقية دفاع مشترك مع حماس ولا يمكن لأنها ليست دولة بل حركة مسلحة غير معترف بها دوليا ولا إقليميا، وتجمع الدول العربية على أن حكومة رام الله هي الممثل الشرعي للفلسطينيين.

وحتى حكومة فلسطين في الضفة الغربية ليس لديها أي تحالف مع الدول العربية، ومنذ نهاية حروب العرب ضد إسرائيل وعقد الأردن ومصر للسلام مع الدولة العبرية نضجت الحكومات العربية أكثر في تعاملها مع إسرائيل.

إقرأ أيضا:خرافة زوال إسرائيل وحقيقة نهاية حماس وحزب الله

وغيرت مصر موقعها من عدو إسرائيل إلى وسيط موثوق به بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي من الدول الرائدة في دفع الطرفين إلى السلام.

عندما أقدمت حماس على هجومها ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، كان عليها أن تعمل حسابها بأن مصر ولا غيرها من العرب لن يحرك ساكنا ويتورط معها.

لهذا السبب وجدت حماس نفسها وحيدة ضد إسرائيل على الأرض، حتى سوريا وايران وحزب الله وبقية أصدقائها من محور المقاومة لم يتحركوا بقوة ضد الدولة العبرية.

اقتصاد مصر ومشاكلها الكثيرة أهم

عانت مصر في السنوات الأخيرة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وهروب الأموال الساخنة من الأسواق الناشئة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها لا تزال تواجه تهديدات داعش سواء في سيناء أو ليبيا ويضاف إليها إمكانية نزوح الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية.

أضف إلى ذلك أن مصر معنية بما يحصل في السودان وهناك ملف سد النهضة الذي لم ينتهي، إضافة إلى هجمات الحوثيين على السفن التجارية وتراجع عائدات مصر من قناة السويس.

تتواجد القاهرة في منطقة جغرافية شديدة التعقيد، وهي تعاني اقتصاديا وحتى الآن تتصرف السلطات المصرية بذكاء في مختلف الملفات مع ارتكاب بعض الأخطاء.

بعد كل هذا هل من المنطقي أن تفتح مصر على نفسها جبهة جديدة وتكون في مواجهة إسرائيل التي تملك أقوى جيش في الشرق الأوسط؟

إقرأ أيضا:حبس شريف جابر لن يوقف قطار الإلحاد واللادينية

إسرائيل لا تريد الحرب ضد مصر

تعرف إسرائيل أنها في حال دخلت إلى حرب ضد مصر، سيتراجع عدد الدول العربية المطبعة معها، وهناك احتمال قوي حينها أن تتراجع الإمارات والأردن والمغرب وتتوقف تماما فكرة التطبيع السعودي الإسرائيلي.

الحرب بين مصر وإسرائيل يعني أن السلام العربي الإسرائيلي قد انتهى وستصبح إسرائيل مجددا محاطة بالأعداء وستخسر الأصدقاء.

حتى الولايات المتحدة الأمريكية تضغط كي لا يحصل أي سوء تفاهم بين مصر وإسرائيل، وتدرك كافة هذه الدول أن الحرب بين مصر وإسرائيل هي في صالح ايران والفوضى وداعش.

إقرأ أيضا:

الدول العربية لن تسقط في فخ الحرب ضد إسرائيل لأجل حماس

3 أسباب تمنع مصر من التدخل عسكريا في حرب غزة

لماذا لا تحارب داعش إسرائيل؟ الجواب عند ابن تيمية والسلفية

3 أسباب تجعل اجتياح رفح ضروريا لإسرائيل

ما هو المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار في غزة؟

لماذا قد تكون الحرب بين حزب الله وإسرائيل حتمية؟

هذه فرصة مصر لاسترجاع غزة من احتلال حماس

السابق
رابط مشاهدة مباراة الأهلي ضد ريال مدريد بث مباشر
التالي
دليل مسابقات رمضان 2021 الكبرى