مع نجاح برنامجه على يوتيوب سواء عندما كان يعمل مع شبكة الجزيرة القطرية أو حاليا مع منصة “نيو ميديا أكاديمي” الإماراتية، تلاحقه تهما عديدة منها أن الدحيح ينشر الإلحاد.
تشتعل الحملة من وقت لآخر، خصوصا وان العديد من رجال الدين حذروا من متابعته وتصديق ما ينشره، خصوصا وأن الشاب المصري لا يتطرق أبدا إلى الله والدين في المواضيع العلمية التي يتناولها بشكل مبسط.
هل الدحيح ينشر الإلحاد؟
الدكتور إياد قنيبي هو من اتهم الدحيح بنشر الإلحاد على قناة يوتيوب وهذا للملايين من المتابعين كما اتهمه بنشر الخرافات والأكاذيب والمغالطات العلمية.
منذ ذلك الوقت يردد الببغاوات هذه التهمة قائلين أن الدحيح سواء مع الممول القطري من قبل أو الإماراتي الآن ينشر الإلحاد واللادينية وينشرها بين الشباب.
في هذا الصدد يجيب أنس المعراوي، وهو كاتب ومدون وصانع برمجيات وباحث في الأديان مقيم في ألمانيا، قائلا (تخيّل أن يطرح أحد أعضاء كورا السؤال التالي: “كيف تهطل الأمطار؟”، فيجيبه أحدهم أن الماء يتبخر من الأسطح المائية ثم يتكاثف ويتحول إلى قطرات ماء تشكّل السحب، وعندما تتجمع قطرات الماء ويزيد وزنها تسقط على الأرض بتأثير الجاذبية، وهو سبب هطول الأمطار. تخيّل أن يأتي أحدهم ويقول للمُجيب: أنت تروج للنظريات الإلحادية، لأنك لم تقل إنّ المطر يهطل بأمر الله، أو لم تعرض وجهة النظر الدينية لسبب هطول الأمطار إلى جانب عرضك لوجهة النظر العلمية!)
إقرأ أيضا:رابط الراقصة انستازيا انستقرام تيك توك وملخص ويكيبيدياويضيف: (هذه تقريبًا هي حجج من يتهمون الدحيح بالترويج للإلحاد، خاصة عندما يتناول الحديث نظريات أو فرضيات تتحدث عن نشأة الكون أو ما شابه. المُنفتح والـ “كيوت” منهم يقول: “يا أخي نحن لا نمنعك من طرح وجهة النظر العلمية، لكن لماذا لا تطرح مقابلها وجهة النظر الدينية؟”. الفكرة أن هذا برنامج علمي ترفيهي، يعني أنت درست مختلف النظريات العلمية في كتب العلوم بالمدرسة أو الجامعة، هل وجدت كتاب علوم يُقحم الدين بين صفحاته؟ كل علم له اختصاصه وكتبه. إن كنا نؤمن بأن كل شيء يحدث بإرادة الله فهذا لا يعني أن نذكر ذلك في كل صفحة).
ويعتقد أنس أن اياد نشر الفيديو في فترة كان يعاني منها على الأرجح من تراجع المشاهدات على قناته من يوتيوب، فاستغل اقبال الشباب على الدحيح لإثارة الجدل، وبالفعل حلقاته حول الدحيح حققت نجاحا كبيرا من خلال المشاهدات العالية.
الثقافة العربية التي تربط كل شيء بالدين
الحديث عن خلق الأرض والظواهر مثل الزلازل والبراكين وما إلى ذلك من الأمور العلمية الأخرى بدون الحديث عن دور الله، عادة ما يربط الإنسان المسلم أو العربي عموما حتى وان كان مسيحيا أو يهوديا.
هذا لأن الثقافة العربية المعاصرة لا تفصل بين الحياة والدين، ونجد أن في كل كلام الإنسان العربي هناك ذكر لله ونسب الأمور إليه.
إقرأ أيضا:فضيحة إيمان خليف الملاكمة الجزائرية: هل هو متحول جنسيا؟برنامج الدحيح يتناول هذه المواضيع العلمية بدون ذكر الدين أو الله أو دور الخالق، لهذا السبب يشعر المتدينون اكثر من الآخرين بأن هذا البرنامج يخدم اجندات إلحادية أو علمانية.
العلم متعارض مع الدين
في الفيزياء والعلوم الأخرى لا نتحدث عن الله بل نبحث عن تفسيرات مادية وعقلانية قائمة على التجربة الخالصة لكل الظواهر وأيضا نشأة الكون.
ويعتمد فريق الإعداد لبرنامج الدحيح على المراجع العلمية والتجارب الموثوقة، ويعملون على تبسيطها في حلقة مفيدة وكوميدية أيضا أحيانا للمتلقي العربي.
الدين والعلم في الواقع غير متوافقين، يقدم كل من الدين والعلم تفسيرات لسبب وجود الحياة والكون، وبينما الدين ثابت ويتطلب الأنبياء كي يتطور، يتطور العلم باستمرار وما يبدو اليوم بالتجارب صحيحا قد يكون مستقبلا غير صحيح إذا وجدنا متغيرات جديدة وتطورت العلوم أكثر.
إقرأ أيضا:رابط هتان السيف ويكيبيديا انستقرام سناب شاتالتفسيرات العلمية للظواهر ونشأة الكون هي متعارضة تماما مع ما جاء في عدد من الكتب السماوية والدينية الأخرى، حيث لا يعترف العلم بأن بداية قصة الإنسان كانت مع آدم وحواء بل إن نظرية التطور هي الأقوى في علم الاحياء وهي نظرية متطورة تشهد باستمرار التحديثات.
إقرأ أيضا:
ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا
هل العلمانية ضد الدين ولماذا يربطها البعض مع الإلحاد؟
كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟
تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد
رحلة مايسة سلامة الناجي من الإسلام إلى الربوبية