بموجب القانون الدولي ليس من حق مصر أن تغلق معبر رفح على الفلسطينيين، ويجب السماح بانتقال سكان مدينة رفح الفلسطينية إلى مدينة رفح المصرية مؤقتا حتى تنتهي الحرب.
مصر من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين، المعتمدة عام 1951، وانضمت إليها في 22 مايو 1981، كما تلتزم مصر بالبروتوكول الخاص بوضع اللاجئين المعتمد عام 1967، والعديد من القرارات المتعلقة بوضع اللاجئين.
من المؤسف أن هناك مليوني فلسطيني في قطاع غزة يدفعون ثمن حماقة الحرب التي أشعلتها حماس التي تعد من وكلاء ايران في المنطقة، ومن حق هؤلاء الخروج من القطاع إلى أرض أكثر أمانا ويمكنهم من خلالها الحصول على المساعدات الدولية التي ستتدفق على مصر.
لكن مصر ترفض ذلك ولديها مخاوف مشروعة، فهي تخشى أن يخسر الفلسطينيون قطاع غزة لإسرائيل ولا يسمح بعودة اللاجئين إلى بلادهم بعد نهاية الحرب العسكرية الطاحنة، ويجب أن تحصل على ضمانات قوية ليس فقط من إسرائيل بل أيضا من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.
عندما تنتهي هذه الحرب التي نأمل أن تكون الأخيرة بين إسرائيل وفلسطين، يجب أن تكون هناك دولتين، واحدة لفلسطين والثانية لإسرائيل.
ومن الجيد أن المملكة العربية السعودية من الدول التي تضغط من أجل حل الدولتين، وهي ترفض التطبيع مع إسرائيل حتى إيجاد حل لهذا الصراع بشكل نهائي.
إقرأ أيضا:ارهاب الخلافة الإسلامية والإمبراطورية الصفوية وإسرائيل الكبرىالدول المطبعة مثل مصر والأردن والإمارات والمغرب والبحرين وتركيا يمكنها أن تلعب دورا إيجابيا في مرحلة ما بعد الحرب وعود الفلسطينيين إلى دولتهم الجديدة.
حتى الإتحاد الأوروبي دخل مؤخرا على الخط مطالبا بحل هذا الصراع والإعتراف بدولة فلسطينية واحدة وموحدة للشعب الفلسطيني وهذا رأي صاعد في الأوساط الأمريكية من الديمقراطيين والجمهوريين.
ومع نزوح شعب غزة من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية ستحصل مصر على المساعدات المالية التي ستستخدمها في توفير ظروف أفضل للفلسطينيين وتمويل عمليات الإغاثة ومعالجة المصابين، لذا نظريا من الناحية المالية والإقتصادية لن تخسر مصر أي شيء.
تواجه مصر ضغوطا كبيرة حاليا مع بدء العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية وإمكانية نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى رفح المصرية، وهذا ما يزيد من التوتر بين إسرائيل ومصر لأول مرة منذ حرب أكتوبر.
سمحت إسرائيل لمصر بتعزيز قواتها العسكرية في السنوات الأخيرة بسيناء لمواجهة داعش والجماعات الإرهابية، وهناك ثقة كبيرة بين البلدين ومن خلال التنسيق في هذه المرحلة الحرجة يمكن أن تمر العاصفة بسلام.
من الناحية الإنسانية يعاني مليوني فلسطيني في المخيمات وقطاع يعج بالدبابات والأعمال القتالية وحان الوقت للسماح للراغبين منهم بالإنتقال إلى رفح المصرية مؤقتا حتى تنتهي الحرب التي يمكن أن تستمر أشهرا إضافية.
أما تشديد اغلاق معبر رفح ونشر الدبابات لمواجهة الهاربين من الحرب هو عمل غير انساني ولا يريد أي منا أن يحدث ذلك، وهو مخالف للقوانين الدولية التي بفضلها سمحت أوروبا وتركيا والأردن ولبنان بلجوء الملايين من السوريين إليها.
إقرأ أيضا:كيف يمكن منع الهجرة الى سبتة ومليلية؟إقرأ أيضا:
دور حماس والحوثيين في انهيار الجنيه المصري بالسوق السوداء
فكرة بيع غزة للإمارات والسعودية التي ترفضها ايران
حماس تعطل الممر الإقتصادي الهندي لصالح ايران وروسيا
كيف تهدد حرب غزة رؤية السعودية لشرق أوسط أفضل؟
غزة ستصبح جزءا من إسرائيل ولن تكون هناك فلسطين