بعد أن نجحت إسرائيل في احتلال قطاع غزة مجددا بعد هجوم 7 أكتوبر، يعود مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة إلى الواجهة.
كان حل الدولتين وبناء دولة لإسرائيل وأخرى لفلسطين والقدس مدينة دولية مقترحا بريطانيا أمميا دعمته الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي فيما رفضه العرب ثم إسرائيل بعد أن حققت انتصارات في حروبها ضد جيرانها.
واليوم يبدو حل الدولتين شبه ميت، إذ تسيطر إسرائيل على الضفة الغربية والقدس وغزة أخيرا بعد أن أقدمت حركة حماس على حماقة استراتيجية من الناحية العسكرية.
ما هو البديل؟ مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين، وهو مقترح تدعمه عدد من المنظمات السلمية الإسرائيلية وحتى الدولية وبعض ناشطي عرب 48 الذين يطالبون بإدماج الفلسطينيين في إسرائيل.
المقترح يرفضه حقيقة اليمين المتطرف من الجانبين، لكنه دوليا اليوم يبدو معقولا وهو يتطلب بناء دولة علمانية لا تميز بين اليهودي والمسلم والمسيحي وتضمن لكافة المواطنين حقوقهم.
ويتمتع المواطن الفلسطيني في المتوسط بدخل أعلى من نظيره المصري ونظرائه من مواطني شمال أفريقيا، وهذا بفضل الشيكل الإسرائيلي وترابط المصالح المالية والتجارية الإسرائيلية الفلسطينية.
وهناك حوالي 200 ألف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل، وكان هناك نوجه في السنوات الأخيرة لزيادة توظيف مواطني قطاع غزة إلا انه بعد الحرب خسر هؤلاء فرص عملهم.
إقرأ أيضا:كيف يحارب المغرب والإمارات الجفاف في غرب أفريقيا؟من ضمنهم 180 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية يعملون في إسرائيل فيما حصة غزة هي 20 ألف عامل فلسطيني في السوق الإسرائيلية.
ويقدم مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة لإسرائيل حكم الدولة الواقعة التي تحيط بها مصر والأردن وسوريا ولبنان وذلك بشكل كامل، ولن تكون هناك حكومة فلسطينية وسيصبح الفلسطينيون مثل عرب 48 في إسرائيل.
البديل الأكثر شيوعا لحل الدولتين هو دولة واحدة ثنائية القومية على أراضي الإنتداب البريطاني السابق على فلسطين، مع حقوق مدنية وسياسية متساوية لجميع سكانها.
وقد تم اقتراح مثل هذا الترتيب من قبل بعض القادة اليهود والعرب قبل إنشاء إسرائيل وما زال يفضله العديد من الأكاديميين والناشطين.
إن ما يسمى بحل “الدولة الواحدة”، الذي ظل ينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه غير واقعي، أصبح أكثر شعبية بين الفلسطينيين ويؤخذ على محمل الجد، حيث لم يتم إحراز تقدم يذكر نحو حل الدولتين.
كما أن استمرار بناء المستوطنات الإسرائيلية قد أدى إلى تقليص إمكانية قيام الدولة الفلسطينية المستقبلية، والحرب الأخيرة تزيد الأمور تعقيدا.
هناك اقتراح أقل شيوعاً ظهر على مر العقود وهو نقل السلطة على الضفة الغربية إلى الأردن وقطاع غزة إلى مصر، وهو ما يعني العودة فعلياً إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عام 1967، ومن شأن هذه الخطة، المعروفة باسم “حل الدول الثلاث”، أن تبقي إسرائيل داخل حدودها الحالية، في حين تمنح الجنسية الأردنية أو المصرية للفلسطينيين.
إقرأ أيضا:هل تندلع الحرب العالمية الثالثة بسبب هجوم ايران على إسرائيل؟وكان من بين مؤيدي الخطة السفير السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، وتم إدراج عناصر منها في خطة ألون، التي دعت إلى تقسيم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن.
إقرأ أيضا:لهذه الأسباب ينبغي أن يتجاهل المغرب دعوات إلغاء التطبيع مع إسرائيلإن النطاق غير المسبوق للعنف والدمار منذ أكتوبر 2023 جعل حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يبدو أبعد من أي وقت مضى، ولكن مع عدم احتمال العودة إلى الوضع الراهن السابق، هناك أمل في أن تتبع الحرب بداية جديدة للمفاوضات نحو تحقيق سلام دائم.
الجانب المشرق من حرب غزة الأخيرة هي أنها حركت بقوة المياه الراكدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهناك قناعة متزايدة في إسرائيل وكذلك فلسطين بأن السلام هو الطريق الأفضل والخيار الوحيد أمام الشعبين.
إقرأ أيضا:
مشروع علماني لتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل
لماذا يدعم اليسار العلماني الحجاب وحركة حماس؟
كيف ستكون نهاية حماس ونتنياهو وقطر في حرب غزة؟
العلمانية هي الحل لصراع فلسطين وإسرائيل
دور إسرائيل في طرح المكالمات الصوتية عبر الإنترنت VoIP للجميع