علوم

ماذا يعني اجتياح أوكرانيا لروسيا؟

يرتبط شهر أغسطس بذكريات سيئة للغاية للروس، في أغسطس 1991 حدث انقلاب فاشل في الاتحاد السوفيتي وفي نفس الشهر استقلال 15 دولة عنه على رأسها أوكرانيا العظمى.

بدأ المسؤولون الأوكرانيون في الإدلاء بأول تعليقاتهم على الهجوم على منطقة كورسك في روسيا، اعترف الرئيس زيلينسكي علنًا بالهجوم مؤخرًا، وقال أولكسندر سيرسكي، قائد القوات المسلحة الأوكرانية:

“نواصل القيام بعملية هجومية في منطقة كورسك، حاليًا، نحن نسيطر على حوالي 1000 كيلومتر مربع من أراضي الاتحاد الروسي”.

تم التأكد بالفعل من أن أوكرانيا تسيطر على 1000 كيلومتر حتى الآن، وتشمل أكثر من عشرين مستوطنة ومدينة سودجا الأكبر، وهي مركز لوجستي مهم.

وكما قال سيرسكي، فإن العمليات الهجومية مستمرة، ولدى أوكرانيا طموحات للسيطرة على المزيد من الأراضي الروسية في أقسى رد من كييف على الغزو الروسي.

يتحرك الأوكرانيون بنجاح مذهل، حيث أسروا أكثر من 1000 أسير حرب، كل ذلك بينما يقوم كورسك بإجلاء المدنيين.

كما أعلنت منطقة بلغوغراد الحدودية الروسية المجاورة عن عمليات إجلاء، مشيرة إلى “النشاط” المتزايد لأوكرانيا.

تم الإبلاغ عن معارك عند معبر كولوتيليفكا الحدودي إلى بلغوغراد، مما يشير إلى أن أوكرانيا ربما توسع عملياتها خارج منطقة كورسك.

كل هذه النجاحات التي حققتها أوكرانيا جاءت في حين ادعى المسؤولون الروس، دون دليل، أن المنطقة قد “استقرت”، قبل ان يعترفوا بخسارة الأرض.

إقرأ أيضا:دان بلزريان: مليونير بلاي بوي والبوكر الذي شتم إسرائيل

نجحت ضربات الطائرات بدون طيار الأوكرانية في إصابة أهداف رئيسية، وحققت أوكرانيا تقدما واسعا في الأراضي الروسية.

وتم قصف وتدمير المروحيات الروسية ومستودعات الذخيرة والمطارات، وكانت ليبيتسك واحدة من هذه الأماكن التي اجتاحتها النيران الهائلة، كما تعرضت مدينة كورسك نفسها للقصف، حيث أظهرت مقاطع فيديو حرائق في المدينة.

هناك الكثير مما هو غير معروف حول هذه العملية وإلى أين تته، وما نعرفه هو أن أوكرانيا فاجأت روسيا، وأن الجيش الأوكراني يتمتع بنجاح عملياتي.

وتفيد التقارير أن قوات العمليات الخاصة الأوكرانية تعمل خلف الخطوط، مما يزيد من الفوضى في روسيا نفسها، وفقًا لبعض المصادر الروسية.

ويبدو أن روسيا غير قادرة على وقف تقدم أوكرانيا وقد تضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة قريبا، بما في ذلك نقل القوات من الجبهة الشرقية في أوكرانيا.

ووفقا لمصادر روسية، فإن أوكرانيا تقوم ببناء دفاعات في المناطق التي سيطرت عليها، مما يثبت أنها تنوي التمسك بهذه المناطق.

وفي الوقت نفسه، تم نشر العديد من مقاطع الفيديو التي تظهر الأوكرانيين وهم يرفعون علمهم في المناطق الروسية، وهو أمر رمزي بشكل واضح.

نشرت القوات الأوكرانية دبابات تشالنجر 2 البريطانية خلال الهجوم في منطقة كورسك الروسية، بحسب سكاي نيوز.

وبحسب الوكالة، إذا تم تأكيد هذه المعلومات، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الدبابات البريطانية التي يديرها جنود أوكرانيون في القتال على الأراضي الروسية.

إقرأ أيضا:مايو شهر الإستمناء العالمي: أبرز احصائيات العادة السرية

أما الدبابات الألمانية فهي حاضرة وكانت في المقدمة بالمعركة ما يعيد إلى الأذهان الهجوم الألماني في الحرب العالمية الثانية على روسيا.

أكدت المملكة المتحدة أن أوكرانيا لها الحرية في استخدام الأسلحة البريطانية على الأراضي الروسية وفقًا لسياسة الحكومة، وليس لدى الغرب مانع في ذلك.

يحدث ذلك في الوقت الذي يبدو فيه بوتين عاجزا، وتهديداته مجرد كلام وجعجعة فارغة، إذ في حال استخدم النووي سيتخلى عنه الجميع.

وأشار مصدر في سكاي نيوز إلى أن دبابات تشالنجر 2 كانت من بين المعدات المستخدمة، وأشار ضمنا إلى أنها تم نشرها خلال الهجوم الأوكراني الذي بدأ في 6 أغسطس.

هاجم الجيش الأوكراني مرة أخرى أهدافًا عسكرية على أراضي الاتحاد الروسي، وخلال الليل، ضربت الخدمات الخاصة أربعة مطارات تابعة للجيش الروسي.

ووفقا لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، فإن المطارات التي تعرضت للهجوم تقع في كورسك ونيجني نوفغورود، واثنتين في مناطق فورونيج.

وأشار البيان إلى أن هذه المطارات تستخدم بشكل أساسي الطائرات العسكرية، بما في ذلك القاذفات والمقاتلات من طراز Su-34 وSu-35.

وقال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني لوكالة أوكرينفورم إن هذا كان “أكبر هجوم على المطارات الروسية يتم تنفيذه منذ بداية الحرب”.

وبالإضافة إلى الهجمات على أهداف عسكرية في عمق روسيا، يواصل الجيش الأوكراني هجومه في منطقة كورسك في روسيا.

إقرأ أيضا:مايو شهر الإستمناء العالمي: أبرز احصائيات العادة السرية

إن غزو أوكرانيا لروسيا يكشف حماقة مخاوف الغرب من التصعيد حسب تقرير نشره المعهد الأطلنطي للدراسات الإستراتيجية.

وجاء في التقرير أنه خلال الأسبوع الأول من الغزو المضاد لأوكرانيا، بسطت القوات الأوكرانية سيطرتها على ما يقرب من ألف كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة كورسك الروسية، وفقًا للقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية أولكسندر سيرسكي.

وهذا مشابه للمساحة الإجمالية للأراضي الأوكرانية التي استولت عليها روسيا منذ بداية عام 2024، وتتحرك أوكرانيا الآن لإنشاء إدارة عسكرية على مناطق روسيا الخاضعة لسيطرة كييف.

ويضف التقرير أن هجوم كورسك في أوكرانيا يشكل مقامرة جريئة بشكل ملحوظ ويمكن أن تكون نقطة تحول في الحرب الأوسع.

إن تحديد الاستراتيجية والدوافع وراء العملية هو أمر يخص القيادة السياسية والعسكرية في أوكرانيا، ومع ذلك، في هذه المرحلة المبكرة، أعتقد أنه من الممكن بالفعل تحديد عدد من النجاحات الأولية.

وكانت استجابة الجيش الروسي، الذي كان يتبجح به ذات يوم، مخيبة للآمال بنفس القدر، حيث أفادت التقارير أن مجموعات كبيرة من الجنود المجندين استسلموا للقوات الأوكرانية التي كانت تتقدم بسرعة خلال الأيام العشرة الأولى من الغزو.

وبعيداً عن ضمان أمن روسيا، يبدو أن بوتن ترك البلاد غير مستعدة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم واسع سواء من أوكرانيا أو من دول الناتو.

لقد كان من الواضح منذ فترة طويلة أن خوض حرب استنزاف يشكل استراتيجية خاسرة بالنسبة لأوكرانيا. ولا يمكن للقادة العسكريين في البلاد أن يأملوا في التنافس مع الموارد الروسية الأكبر بكثير، وليس لديهم الرغبة في مجاراة تجاهل الكرملين للخسائر البشرية.

خسرت روسيا حسب تقديرات متعددة أكثر من نصف مليون جندي في الحرب، وهي مستعدة لتخسر المزيد في ظل قيادة رئيس مستبد وغياب المحاسبة في هذا البلد.

إن هجوم كورسك هو محاولة للخروج من هذا الوضع الخانق من خلال العودة إلى حرب التنقل والمناورة التي يتفوق فيها الجيش الأوكراني الأكثر مرونة وإبداعا حتى الآن.

التفسير الأكثر وضوحاً من الغزو الأوكراني لروسيا هو أن كييف تسعى إلى الحصول على أوراق مساومة لمقايضتها بالأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا خلال المفاوضات المستقبلية.

كما أن العدد الكبير من أسرى الحرب الروس الذين تم أسرهم خلال الهجوم يفتح أيضًا إمكانيات إعادة المزيد من الجنود الأوكرانيين المسجونين إلى الوطن.

وفي الوقت نفسه، فإن السيطرة على مساحات واسعة من منطقة كورسك أوبلاست يمكن أن تجعل من الممكن تعطيل السلاسل اللوجستية التي تزود الجيش الروسي في أوكرانيا.

ولطالما اتهم الأوكرانيون صناع القرار السياسي الغربيين بالإفراط في القلق بشأن مخاطر استفزاز بوتين، وهاهم يؤكدون للغرب أن روسيا مجرد نمر من ورق.

مع تطور الهجوم تأمل أوكرانيا في أن تحصل على دعم غربي أكبر لسحق روسيا وليس فقط هزيمتها وارغامها على الانسحاب من البلد الذي يأمل شعبه في الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي.

ويضيف التقرير أن الهجوم يوضح أن الجيش الأوكراني قوة محترفة للغاية وقادرة على القيام بعمليات هجومية معقدة وتستحق دعمًا دوليًا أكبر.

لقد فضحت الحرب الروسية على أوكرانيا قدرات روسيا الحقيقية والتي قام الإعلام الغربي والروسي بتضخيمها وانخدع بوتين الذي صدق الدعاية الروسية والتي ساعد الإعلام الغربي في نشرها.

إقرأ أيضا:

لا روسيا المهزومة ولا الصين المريضة ستنفع ايران ضد اسرائيل

هزيمة روسيا بوتين في انتخابات فرنسا وبريطانيا وانتصار أوكرانيا

ماذا يعني توقف تداول الدولار واليورو في بورصة موسكو؟

أهم 5 دول تريد الإستقلال عن روسيا وترفض الإتحاد الروسي

لماذا سينهزم محور الشر الجديد كما انهزمت دول المحور؟

السابق
دور المؤثرين ومهمتهم في أوقات الحروب العسكرية
التالي
فوائد الليمون الكثيرة للجسم والقيمة الغذائية لليمون