يتساءل الباحثين في جوجل: لماذا الله لا يستجيب دعائي؟ لماذا لا يستجيب الله دعاء المظلوم؟ لماذا لا يستجيب الله دعاء المسلمين؟
في سلسلة كتب محادثات مع الله، التي نشرها الكاتب الأمريكي دونالد والش بداية من 1995، يقال لنا أن العلاقة بين الله وبيننا ليست علاقة سيد وخادم، بل علاقة متوازنة، يعتبرنا فيها الخالق شركاء في هذا العالم.
هناك قوانين راسخة في الكون، إذا تم اتباعها، ستعطي الشخص ما يختاره بالضبط، إننا نتبع هذه القوانين أو نقاومها، لكن لا يمكننا أن نتجاهلها فهي تدار الكون.
من شرائع الله أن كل ما يطلبه الإنسان يناله (“اسأل تنال، اطلب تجد”)؛ ومهمتنا في المقابل هي فهم كيفية عمل هذه العملية فعليًا، وإذا نجحنا في ذلك سيساعدنا هذا كثيرا في حياتنا.
في علاقتنا التقليدية مع الله، يتعلم والش أننا نصلي وندعو من أجل أشياء ونأمل أن يتم الاستجابة لطلباتنا، ومع ذلك، هل الصلاة، والرجاء، والانحناء، والتضرع، تتفق مع علاقة يعتبرنا فيها الله جزءا منه وليس عبيدا له؟
تشجعنا الديانات على التضرع والدعاء والبكاء أمام الله في المساجد والكنائس والمعابد، واستحضار مشاعر الخوف والتصرف في عبودية تامة كي يتكرم الله علينا ببعض العطايا.
لذلك فإن الصلاة والدعاء من أجل شيء ما غالبًا ما يكون لها تأثير معاكس: فهي تدفعه بعيدًا عنا، والدعاء يوحي ضعف العلاقة مع الله، فتكون النتائج في المقابل ضعيفة وصغيرة.
إقرأ أيضا:ماذا يعني انضمام قوات كوريا الشمالية إلى حرب أوكرانيا؟وطريق إظهار الأشياء هو الشكر والإمتنان على أنها موجودة بالفعل، سواء في شكل مادي أم لا، الله يكافئ أولئك الذين يشكرون السهولة التي يمكن بها إنتاج أي شيء، إذا أدركنا القوة الإلهية، فإنها تصبح فجأة في متناولنا بشكل أكبر.
عند اختيار الحصول على شيء ما، يقول الله للكاتب والش، إن السيد (الإنسان المتقدم) “يعلم مقدمًا أن الفعل قد تم”، ولإظهار ذلك يجب الشعور بالإمتنان أنه تحقق بالفعل.
على سبيل المثال لنفترض أنك تريد زيادة دخلك والوصول إلى 10000 دولار، يجب أن تتصرف مع الله في الدعاء وكأنه حقق لك ذلك، وتعمل بناء على ذلك، هذا لا يعني أنه يمكنك النوم والامتنان فقط، يجب أن تتخذ الأسباب لأن الكون مبني على معادلة سبب ونتيجة.
من وجهة النظر المسيحية التقليدية التي تقدر التضحية وطول الأناة والإسلام الذي يقدس المعاناة ويعتبرها طريقا للتطهر، قد تبدو رسائل الكتاب أنانية للغاية.
يأمرنا إله والش أن نفكر، قبل كل شيء، في تطورنا الشخصي في رحلتنا عبر الحياة، تضع الديانات التقليدية الله في الأعلى ونحن هنا في الأسفل، لكن هذا الكتاب يقول، يمكننا أن نكون شركاء متساوين مع الله لأن الخالق لم يخلقنا لنعبده وهو غني عنا.
أصبحت السلسلة كتابًا مقدسًا جديدًا لكثير من الناس لأن اللغة مباشرة جدًا وهناك إشارات كثيرة للحياة المعاصرة، في حين أن المثل والأسطورة كانا في يوم من الأيام أفضل طريقة لتوصيل الأفكار الروحية، فإن “محادثات مع الله” تلبي رغباتنا الحديثة في “الأسئلة والأجوبة” و”الأسئلة المتداولة”.
إقرأ أيضا:لماذا لا تعترف الأمم المتحدة باستقلال الجزائر عن فرنسا؟في حين أن هذا يمكن أن يزيل بعض الغموض عن علاقتنا مع الله، فإنه يحررنا أيضًا من الاعتقاد بأن الذكاء الروحي يأتي فقط من التضحية بالنفس القديسة والمعاناة.
يتواجد الحمد والإمتنان في الديانات الإبراهيمية لكن هذا على النعم الموجودة فعلا في حياة المرء، ورغم التأكيد على أنه يزيد من النعم إلا أن المسلم يلجأ إلى التضرع والبكاء عندما يطلب شيئا يريده بشدة مثل الخروج من الفقر أو يرزق بولد صالح وما إلى ذلك من الرغبات.
في الإسلام هناك الكثير من الأسباب التي تمنع عدم استجابة الدعاء، وفي حال وجود واحد منها كفيل بمنع استجابة الدعاء، لهذا يعاني المسلم كثيرا من أجل تحقيق الشروط كي يكون الدعاء مستجابا، ورغم ذلك لا يستجيب الله حتى دعاء الأئمة والصالحين كما يبدو واضحا لنا، وهذا من أسباب الإنتكاسة والشك لدى الشباب المسلم اليوم.
إقرأ أيضا:أقوى دليل يثبت أن الكائنات الفضائية موجودةيبدو أن الإمتنان والحمد هو طريقنا إلى جلب الوفرة والخير إلى حياتنا، ويجب أن نتخذ الأسباب أكثر، لقد خلقنا لنبتكر وننتج ونتصرف وليس لنجلس وندعو ونتضرع وننتظر المعجزات.
إقرأ أيضا:
فلسفة الحبة الحمراء مختلفة كليا عندي عما تعرفه
الدين هو أكبر عملية احتيال في التاريخ
حقيقة الملائكة التي كانت آلهة في الديانات القديمة
الموت هو الحقيقة الوحيدة فيما العلم والدين اجتهادات بشرية
الشك في الدين مناسبة للبحث عن حقيقتك
مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع الله