واحدة من الدول ذات الغالبية المسلمة التي ترفض الإعتراف بفلسطين، هي كوسوفو الإسلامية، بل لديها سفارة في القدس.
والحقيقة هناك خلاف بين البلدين، رغم أنهما متشابهان من حيث الظروف العسكرية والخلافات السياسية والصراع الدموي، وهذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
استقلال كوسوفو الذي لم تعترف به فلسطين
أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في 17 فبراير 2008 بعد نزاع طويل وتوترات عرقية، وقد تلقت اعترافًا من أكثر من 100 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تحصل على اعتراف عالمي شامل، بما في ذلك صربيا وروسيا والصين.
رغم تهديدات صربيا بسحب سفاراتها من الدول التي تعترف باستقلال الإقليم ذات الغالبية المسلمة، إلا أنها لم تنفذ تهديداتها لأن غالبية دول العالم اعترفت بالدولة الحديثة.
ومن الدول التي رفضت استقلال كوسوفو نجد فلسطين، وفي 4 سبتمبر 2020، وافقت دولة إسرائيل وجمهورية كوسوفو على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية.
أول دولة مسلمة تعترف بأن القدس عاصمة إسرائيل
أصبحت كوسوفو أول دولة ذات أغلبية مسلمة تفتح سفارة لها في القدس، وهو ما أغضب رام الله والفلسطينيين وثلة كبيرة من المسلمين.
لا تعترف كوسوفو بفلسطين كدولة مستقلة، وهي مع الولايات المتحدة وغالبية دول الإتحاد الأوروبية التي لا تعترف بالدولة الفلسطينية.
إقرأ أيضا:من الأفضل الإحتفال باتفاقية كامب ديفيد والسلام وليس بحرب أكتوبرعلى العكس من ذلك اختارت كوسوفو طريقا متشددا مع الدولة الفلسطينية من خلال الإعتراف بأن القدس عاصمة واحدة وموحدة لإسرائيل.
ويبدو أن هذا انتقام من جانب الدولة الأوروبية على موقف فلسطين الذي كان يميل إلى روسيا التي دعمت المجازر ضد المسلمين في كوسوفو.
خلافات كوسوفو وإسرائيل في الماضي
كانت مختلف التقارير تؤكد أن إسرائيل كانت تزود صربيا بالأسلحة القاتلة للمسلمين في كوسوفو، فيما كانت المواقف الإسرائيلية الخجولة لإدانة التعامل الصارم لصربيا مع الإنفصاليين والذي وصل إلى حد التطهير العرقي، تزيد من جدة الشكوك.
كانت صربيا على علاقة جيدة مع إسرائيل في ذلك الوقت، في الوقت الذي نجد فيها بعض جيرانها لا يعترفون بإسرائيل ويفضلون فلسطين مثل ألبانيا.
وكانت إسرائيل فعلا تعارض تدخل حلف الناتو لإنقاذ المسلمين من المجازر التي يتعرضون لها، وذلك لسبب منطقي من وجهة نظرها، أن ذلك التدخل يمكن أن يحدث مرة أخرى في الشرق الأوسط وهذه المرة ضد إسرائيل.
حيث قال وزير خارجية إسرائيل وهو نتنياهو آنذاك، إلى حد إدانة التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي في عام 1999، والذي أنقذ ألبان كوسوفو، قائلاً: “من الخطأ بالنسبة لإسرائيل أن توفر الشرعية لهذا النوع من التدخل القوي الذي تنشره دول الناتو… في محاولة لفرض حل للنزاع الإقليمي… في اللحظة التي تعرب فيها إسرائيل عن دعمها لنوع العمل الذي نشهده في كوسوفو، فمن المرجح أن تكون الضحية التالية، تخيل أنه في يوم من الأيام يطالب العرب في الجليل بضم المنطقة إلى المنطقة التي يعيشون فيها، والاعتراف بهم كمنطقة حكم ذاتي مرتبطة بالسلطة الفلسطينية”.
إقرأ أيضا:الشركة التي تمنح استراحة العادة السرية لموظفيها (الإستمناء في العمل)لكن سرعان ما تراجعت إسرائيل عن موقفها وأصبحت تراقب ما يحصل في شرق أوروبا بقلق، خصوصا وأن هذه المنطقة تضم بضعة ملايين من اليهود.
وفي عام 2007، صرّح هاشم تاتشي، الذي كان رئيسًا للوزراء آنذاك، بعد زيارة لإسرائيل ببهجة قائلاً: “أنا أحب إسرائيل، يا لها من دولة عظيمة، كوسوفو صديقة لإسرائيل”، وتابع قائلاً: “لقد التقيت بالعديد من العظماء عندما كنت هناك، نتنياهو وشارون، أنا معجب بهم حقاً”.
خطأ فادح ارتكبته فلسطين مع كوسوفو
في حين كانت كوسوفو تتودد علناً إلى إسرائيل حتى قبل إعلان استقلالها في عام 2008، كانت صربيا تتمتع بميزة الحكومات الإسرائيلية الميالة إليها، ولم تشعر لعدة سنوات بالحاجة إلى تجميل هذه العلاقات بشكل استباقي.
وكانت صربيا والسلطة الفلسطينية قريبتين إلى حد كبير، حتى أن السلطة الفلسطينية، بقيادة ياسر عرفات، دعت في يناير/كانون الثاني 2000، ميلوسيفيتش ـ الذي كان آنذاك مجرم حرب مطلوباً ـ للانضمام إلى احتفالات عيد الميلاد المسيحي الأرثوذكسي في بيت لحم.
ولم يغير ميلوسيفيتش رأيه إلا في اللحظة الأخيرة عندما هددت السلطات الإسرائيلية باعتقاله، حيث كان مطلوباً من قبل محكمة تابعة للأمم المتحدة بتهمة ارتكاب جرائم ضد المسلمين في البوسنة وكوسوفو.
إقرأ أيضا:تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973وخلال زيارة رسمية إلى رام الله في عام 2013، إلتقى الرئيس القومي الصربي توميسلاف نيكوليتش بمحمود عباس وقال: “صربيا لم تسمح أبدًا لأي شخص بإذلالها أو تعريض سلامتها للخطر، ولن يسمح الرئيس عباس بحدوث أي شيء مماثل للشعب الفلسطيني”.
هذا الدفء وانحياز فلسطين القوي إلى صربيا في مواجهة كوسوفو، فتح المجال للتقارب بين إسرائيل والدولة المستقلة حديثا، وقد اختارت حكوميا وشعبيا التطبيع مع الدولة العبرية.
إقرأ أيضا:
هل مصر ستحارب إسرائيل لأجل غزة أو فلسطين؟
تيودور هرتزل: الملحد الذي أسس الصهيونية ودعمته الجزائر وفلسطين
مقترح دولة واحدة لإسرائيل وفلسطين أو حل الدولة الواحدة
نزوح شعب غزة من رفح الفلسطينية إلى رفح المصرية قانوني
بورصة لبنان وسوريا وفلسطين أكبر من بورصة الجزائر!
غزة ستصبح جزءا من إسرائيل ولن تكون هناك فلسطين