في قمة البريكس الأخيرة، دعا فلاديمير بوتين إلى نظام دفع دولي بديل، مما أثار مناقشات حول إلغاء الدولرة، وتعاني روسيا من العقوبات الأمريكية والغربية.
ومع ذلك، انتشرت أخبار كاذبة بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، زاعمة أن بوتين كشف عن عملة البريكس الموحدة وهو ما لم يكن صحيحًا.
عملة البريكس الموحدة الورقية
وفقًا لتقرير في صحيفة الجارديان، كان التركيز الفعلي للقمة على استكشاف طرق للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي، وخاصة في ضوء استخدامه كأداة سياسية.
الأخبار الكاذبة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تذكر أن بوتين كشف رسميًا عن عملة البريكس الموحدة يمكن أن تحل محل الدولار في قمة البريكس.
انتشرت على منصة اكس، صورا للعملة المزعومة مكتوب عليها أسماء دولا لم تنضم إلى المجموعة ومنها الجزائر والبحرين وأفغانستان وفنزويلا وحتى الأرجنتين التي رفضت دعوة الإنضمام إلى المجموعة، وذلك بلغات مختلفة ومنها العربية.
كما أن العملة الورقية يظهر بها معالم شهرية من الهند والبرازيل وروسيا ورمز التنين الأصفر وذلك على الجهة الأخرى للورقة.
واحتفى الكثير من المتابعين على منصات التواصل بهذه العملة التي ينتظر منها حسب آمالهم وطموحاتهم أن تكون بديلا للدولار الأمريكي.
صورة المسجد على عملة البريكس الموحدة
ظهر على ورقة عملة البريكس الموحدة المزيفة، صورة لتاج محل الهندوسي، والذي فسرته العديد من الصفحات أنه صورة لمسجد وأن هذا دليل على أن هذه العملة صديقة للمسلمين.
إقرأ أيضا:هل روسيا دولة من دول العالم الثالث أم زريبة نفطية؟لكن الحقيقة من صمم هذه الورقة المزيفة وضع قصر تاج محل الهندي على الصورة، وهذا ليس مسجدا، والتصميم كله خيالي وغير معتمد والعملة برمتها فكرة غير مطروحة على الطاولة.
ما يؤكد من أن هذه الصورة مزيفة هو أسماء دول مثل الجزائر التي فشلت في الإنضمام إلى بريكس العام الماضي، ويزيد من الشكوك بأن من صمم الصورة غالبا سيكون عربيا ومن المهووسين بمحور خيالي يتحدث عنه هؤلاء يضم الدول المناهضة للهيمنة الأمريكية ومنها الجزائر.
لكن في الواقع بريكس ليس تحالفا معاديا للولايات المتحدة الأمريكية حيث يضم الإمارات والهند وهم أقرب إلى الغرب من الشرق، والأخيرة لديها صراعات حدودية مع الصين وتعد منافسا لها وبديلا صناعيا أيضا.
روسيا وحدها التي تريد عملة البريكس الموحدة
خلال القمة التي عقدت في مدينة قازان الروسية، أكد بوتين على أهمية الابتعاد عن الدولار الأميركي، الذي وصفه بأنه يستخدم كـ”سلاح”.
إن ما يقرب من 95% من التجارة بين روسيا والصين تتم بالفعل باستخدام الروبل واليوان، مما يوضح التحول في التجارة الثنائية بعيداً عن الدولار.
وتضرر الروبل الروسي كثيرا منذ العقوبات الأمريكية والأوروبية على روسيا، وأصبح التعامل مع البنوك الروسية صعبا حتى بالنسبة للتجار الصينيين.
تواجه روسيا مشاكل كبرى في تلقي مدفوعات مبيعات النفط والغاز بالدولار الأمريكي وبعملتها وحتى باليوان، لأن مختلف خدمات معالجات الدفع الدولية تخشى العقوبات الأمريكية الفعالة.
إقرأ أيضا:دور أمريكا والغرب في المعجزة الاقتصادية الصينيةفشل مشروع عملة البريكس الموحدة
وبينما حظيت الخطوة نحو إزالة الدولار من الاقتصاد العالمي بالاهتمام، فقد أثارت أيضاً مخاوف بين بعض أعضاء مجموعة بريكس، فالبرازيل والهند، على سبيل المثال، حذرتان من أن تصبح المجموعة مؤيدة للصين بشكل مفرط أو معادية للغرب.
ولا تريد الصين نفسها أن تتخلى عن عملة اليوان المرتبطة بالدولار الأمريكي التي تصدرها لصالح عملة لا تصدرها وتفقد سيطرتها على النقد كما هو حال معظم دول الإتحاد الأوروبي التي يتخذ البنك المركزي الأوروبي قرارات السياسة النقدية نيابة عنهم وهي لا تناسب أحيانا بعض دول الأعضاء.
وبينما تملك دول الإتحاد الأوروبي قواسم مشتركة عديدة نجد أن الهند والبرازيل دول ديمقراطية وروسيا والصين دول استبدادية، وليس لديهم اجندة موحدة مثل الليبرالية والديمقراطية والرأسمالية الحقيقية.
إقرأ أيضا:كيفية اختيار الوسيط المالي الجيدأكثر من ذلك فإن الهند حليفة الولايات المتحدة الأمريكية في آسيا ضد عدوها الأول وهي الصين، كما أن روسيا صديقة الهند وبالتالي لن تتحالف مع بكين في أي حرب تحدث ضد جارتهما الهندية.
مصر واثيوبيا أيضا في تنافس وصراعات حول نهر النيل إضافة إلى النفوذ في القرن الأفريقي، ومع انضمام الإمارات العربية المتحدة إلى المجموعة تزداد الإختلافات.
كل هذا يمنع ظهور مشروع عملة البريكس الموحدة وستظل روسيا هي الوحيدة التي تحلم بهذه العملة التي لن ترغب دولا مثل الإمارات اعتمادها والتخلي عن عملتها القوية.
إقرأ أيضا:
الصين والهند تفشلان مشروع البرازيل لإصدار عملة بريكس
الدولار الأمريكي عملة بنك بريكس الرسمية