أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة يوم الثلاثاء أن فرنسا اعترفت رسميا بخطة الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء الغربية تحت السيادة المغربية باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق للنزاع الإقليمي الطويل الأمد.
ويضع الصراع، الذي بدأ عام 1975، المغرب في مواجهة جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تسعى إلى استقلال المنطقة.
فرنسا تعترف بمغربية الصحراء
وباعتبارها القوة الإستعمارية السابقة، حاولت فرنسا تحقيق التوازن في العلاقات بين الرباط والجزائر، على الرغم من أن معظم الحلفاء الغربيين يدعمون بالفعل خطة المغرب.
ويُنظر إلى دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية، المقترحة في عام 2007، على أنها الأساس الوحيد لحل سياسي دائم، وفقا للرسالة التي بعث بها ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتعتبر فرنسا الصحراء الغربية جزءا من سيادة المغرب الآن وفي المستقبل، وهي خطوة أقدمت عليها الولايات المتحدة واسبانيا وإسرائيل ودول الخليج والأردن ومعظم الدول حول العالم.
وكان من المتوقع أن تقدم الدولة الأوروبية على هذه الخطوة، خصوصا وأن المغرب فرض الأمر الواقع في الصحراء وهو يعمل على التنمية الاقتصادية لهذه الأقاليم.
انتصار مغربي ديبلوماسي جديد
يعد الإعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ومقترح الحكم الذاتي لهذه الأقاليم تحث السيادة المغربية انتصارا للسياسة الخارجية المغربية ومن إنجازات الملك محمد السادس.
إقرأ أيضا:الحقيقة وراء الحرب الإسلامية المسيحية ضد مؤسسة تكوين الفكر العربيالملك المغربي الذي قدم مقترح الحكم الذاتي عام 2007 عملت الخارجية منذ 2017 وفق سياسة نوعية وغير تقليدية، تقوم على الإنفتاح وإقناع الدول بهذا المقترح.
وبالتالي عاد المغرب إلى الإتحاد الأفريقي عام 2017 وفي سنوات قليلة انتشرت مؤسساته واستثماراته في القارة السمراء وسحبت العشرات من الدول اعترافها بجبهة البوليساريو التي تتواجد على الأراضي الجزائرية.
وتدعم الجزائر منذ 1975 جبهة البوليساريو وتسلحها لمواجهة المغرب ولتقسيم المملكة الشقيقة للبلد المغاربي الكبير، وقد فشلت جهود الجمهورية الجزائرية وهي بحاجة إلى التخلي عن الإنفصاليين.
وماكرون، بحسب الرسالة، “يعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء الغربية يقع في إطار السيادة المغربية”، وبذلك يعد الزعيم الأكثر شجاعة ضمن القادة الفرنسيين لحل هذه القضية.
الجزائر تسحب سفيرها من باريس
وردا على إعلان فرنسا، أعربت الجزائر عن استيائها الشديد. واستدعت الحكومة الجزائرية سفيرها لدى فرنسا ووصفت الموقف الفرنسي بأنه “غير متوقع” وأعربت عن “أسفها البالغ” لهذا التحول.
ويشير هذا الانسحاب الدبلوماسي إلى تدهور كبير في العلاقات الفرنسية الجزائرية التي توترت تاريخيا بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو ومطالباتها بالصحراء الغربية.
ويؤكد رد الجزائر الفوري على احتمال زيادة التوترات في شمال أفريقيا، حيث أن الجزائر كانت منذ فترة طويلة مؤيدة لحركة الاستقلال الصحراوية.
ويعكس بيان وزارة الخارجية الجزائرية المخاوف من أن يؤدي الموقف الفرنسي الجديد إلى تفاقم الصراعات القائمة في المنطقة.
إقرأ أيضا:ما هو جهاز ووكي توكي أيكوم وهل يمكن تفجيره عن بعد؟يمثل هذا التطور لحظة حاسمة في الجغرافيا السياسية لشمال إفريقيا، لأنه لا يؤثر فقط على العلاقات الفرنسية المغربية، بل لديه أيضًا القدرة على إعادة تشكيل الديناميكيات بين الجزائر وجيرانها.
فرنسا تأمل في حل مشكلة الصحراء
غيرت فرنسا مؤخرًا موقفها طويل الأمد فيما يتعلق بنزاع الصحراء الغربية من خلال الإعتراف رسميًا بسيادة المغرب على الإقليم.
إقرأ أيضا:ماذا يعني انضمام قوات كوريا الشمالية إلى حرب أوكرانيا؟وقد تم توضيح هذا التغيير في رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الملك محمد السادس، وصف فيها خطة الحكم الذاتي المغربية لعام 2007 بأنها “الأساس الوحيد” لحل النزاع، وبالتالي تهميش جبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال، والتي سعت تاريخيا إلى استقلال الصحراء عن المغرب.
وأصبح واضحا أنه لا يوجد سوى الإعتراف بمغربية الصحراء خصوصا وأن البوليساريو لا يقدم بديلا أفضل، ومن جهة أخرى المغرب هو الذي يفرض السيطرة على الصحراء.
إقرأ أيضا:
دليل شامل حول إنجازات الملك محمد السادس خلال 25 عام
هل الجزائر دولة فقيرة ولماذا هي أقل من المغرب وتونس؟
حصار الجزائر وعزلها في حال رفضها الصلح مع المغرب
حصار الجزائر وعزلها في حال رفضها الصلح مع المغرب
حرب الجزائر ضد اسبانيا والمغرب يحولها إلى فنزويلا المعزولة
لماذا تكره الجزائر جارتها المغرب وتحاول تقسيمها بأي ثمن؟