يدافع ثلة من العرب على حق روسيا في احتلال أوكرانيا لأنها تتضمن أقليات روسية إضافة إلى أنها كانت جزءا من الإتحاد السوفيتي.
دفاعهم المدفوع بالحقد على هذه الدولة التي اختار شعبها الحر التوجه غربا إلى الإتحاد الأوروبي والناتو، يفتح الباب أمامهم لكوارث ومغالطات سنرد عليها هنا.
أوكرانيا هي الأصل وليس روسيا
تعتبر أوكرانيا أقدم تاريخيًا من روسيا، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أصول دولة كييف روس، التي نشأت في القرن التاسع.
تعتبر هذه الدولة السلافية المبكرة، التي يقع مركزها في كييف، السلف الثقافي والسياسي لكل من أوكرانيا وروسيا الحديثتين.
أسس الفايكنج سلالة كييف روس الحاكمة، وأصبحت كييف مركزًا مهمًا للثقافة السلافية الشرقية بحلول القرنين الحادي عشر والثاني عشر.
وعلى النقيض من ذلك، كانت المنطقة التي أصبحت روسيا جزءًا من الإمبراطورية المغولية في البداية ولم تتطور ككيان سياسي متميز حتى وقت لاحق.
تم الاعتراف رسميًا بدوقية موسكو الكبرى، التي تطورت في النهاية إلى قيصرية روسيا، في القرن الخامس عشر، وتم تبني اسم “روسيا” في عام 1721.
إذا كنت تدافع على أن روسيا هي الأصل فأنت مخطئ كليا، أوكرانيا هي الأقدم والأعرق هنا، وإذا كانت الأقدمية تعطي للدول الحق في غزو الآخرين تملك كييف هذا الحق أكثر من موسكو.
إقرأ أيضا:لماذا تقف الأردن والدول العربية إلى جانب إسرائيل؟أوكرانيا دولة مستقلة وليست مثل العراق وسوريا..
عندما حصلت أوكرانيا على استقلالها في أغسطس 1991، اختارت طريقها وأصبح من حقها أن تختار حلفائها وأصدقائها وتبحث عن مصالحها.
ليس من حق روسيا أو غيرها من الدول أن تتدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، هذه ليست ليبيا التي تحولت إلى ساحة للقوى الإقليمية والعظمى أو سوريا التابعة لروسيا وايران أو العراق الذي يتبع فيه كل فريق دولة أجنبية.
في الدول الأوروبية هناك احترام للسيادة وتعد العمالة لدول أجنبية خيانة عظمى، وهذا ما رفضه ببساطة فولوديمير زيلينسكي الذي رفض أن يكون بيدق روسيا.
ولجأت بلده إلى طلب المساعدة من جيرانها الغربيين وهو ما حصلت عليه، ويمكن أن تنضم مستقبلا إلى الإتحاد الأوروبي وهو حلم شعبي هناك.
الأقلية الروسية مقابل الأقلية الشيعية
هناك بالطبع أقليات من الروس يعيشون في أوكرانيا خصوصا على الحدود مع روسيا ونسبة مهمة منهم انفصاليون ويطالبون بالإنضمام إلى روسيا، لكن هل هذا يعطي موسكو الحق في الإستجابة لطلباتهم؟
إذا كان جوابك نعم، من حق ايران أن تحتل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين لأنها دول بها الملايين من الشيعة، بل تعد هذه الطائفة هي الغالبية في بعضها.
والشيعة لديهم ولاء لطهران، الدولة الشيعية الأكبر التي تدافع عنهم وتنشر هذا المذهب الإسلامي، والبتي تمثل الحق في وجه “الإستكبار الغربي والخليجي”.
إقرأ أيضا:الشركة التي تمنح استراحة العادة السرية لموظفيها (الإستمناء في العمل)80% من الشيعة يقلدون السيد السيستاني في العراق والسيد الخامنئي في ايران، وينطبق هذا على الشيعة في شمال أفريقيا وحتى روسيا وأوروبا.
وليس غريبا ايران أن ايران تسلح الجماعات الشيعية الإسلامية في مختلف دول العالم وتمولها وتستخدمها خنجرا في ظهر تلك الدول وقد نجح مشروعها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.
حق روسيا وحق ايران وحق المستعمرين
إذا كان من حق روسيا استعادة أوكرانيا، من حق فرنسا استعادة الدول التي خسرتها، ومن حق بريطانيا والبرتغال واسبانيا وتركيا استعادة امبراطورياتهم.
إقرأ أيضا:الماسونية تجدد تأكيدها على حظر اختلاط الرجال والنساءلكن في الشرق الأوسط الإمبريالية رقم 1 التي لديها مشروع حقيقي لاستعادة امبراطوريتها هي ايران، إذن هل من حق طهران أن تستعيد امبراطوريتها التي وصلت إلى سيناء المصرية ذات يوم؟
إن من يدافع عن الغزو الروسي لأوكرانيا يجهل أنه باستخدام منطقه ستحتل طهران جيرانها العرب لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، ويجهل أن المنطق نفسه يعطي الشرعية للمستعمرين السابقين بما فيهم فرنسا وتركيا واسبانيا والبرتغال وبريطانيا.
إقرأ ايضا:
لا روسيا المهزومة ولا الصين المريضة ستنفع ايران ضد اسرائيل
الدول التي ستشارك في صد هجوم ايران على إسرائيل
من اغتال إسماعيل هنية؟ إسرائيل أم ايران؟
ماذا يعني اجتياح أوكرانيا لروسيا؟
هزيمة روسيا بوتين في انتخابات فرنسا وبريطانيا وانتصار أوكرانيا