منذ سنوات تتداول الصفحات العربية من المنتديات القديمة إلى مواقع مثل طريق الإسلام نحو وسائل الإعلام مثل صحيفة النهار وعربي بوست خرافة محاكم الغربان.
ولا يزال تسليط الضوء على هذه الظاهرة المزعومة يحدث على منصات التواصل ويحظى باهتمام وتفاعل كبير ويتم ربطه بنظام القضاء في الشريعة الإسلامية.
في هذا المقال سنعمل على التحقق من هذا الادعاء، الذي يقول أن محاكم الغربان يتم محاكمة ومعاقبة المخالفين والزناة والمغتصبين.
خصائص محاكم الغربان
هذا الادعاء هو استنتاج من خلال تتبع الناس لسلوكيات الغربان التي لا تبدو مفهومة، كما أن الغراب في الديانات الإبراهيمية هو من علم قابيل كيفية دفن أخاه هابيل بعد قتله.
سلوك التجمع: خلال هذه التجمعات، يبدو أن الغربان يتم استدعاؤها لغرض محدد، يظهرون سلوكيات مختلفة، حيث يجلس البعض بهدوء، ويتصرف البعض الآخر كما لو أنهم قضاة، ويكون عدد قليل منهم نشطين وصاخبين بشكل خاص.
الإجراءات القضائية: إن الجانب الأكثر لفتًا للانتباه في هذه المجالس هو حدوث ما يبدو أنه شكل من أشكال الحكم. بعد فترة من التجمع والضوضاء، قد تهاجم الغربان بشكل جماعي وتقتل فردًا أو فردين من مجموعتها، مما يشير إلى بنية اجتماعية معقدة وعملية صنع القرار بين هذه الطيور.
الرمزية والتفسير: غالبًا ما يتم تفسير التجمعات على أنها انعكاس للديناميكيات الاجتماعية للغربان وربما استجاباتها للتهديدات المتصورة أو الصراعات الاجتماعية داخل مجموعاتها.
إقرأ أيضا:هل يهدد فيلم حياة الماعز الصداقة السعودية الهندية؟تضيف فكرة الغربان التي تعقد محكمة طبقة من الأهمية الأسطورية، وتصورها كمخلوقات قادرة على الحكم والنظام الاجتماعي.
ماذا تقول خرافة محاكم الغربان؟
تشير الأبحاث الحديثة في علم الحيوان إلى أن الغربان لديها نظام قضائي مناسب مع عقوبات محددة لجرائم معينة.
يحمي نظام المحاكم الأفراد و/أو الجماعات من الاضطهاد، كما تعاقب الأنثى التي تتورط في الخيانة الزوجية أو الذكر بالإعدام.
وتقارن الادعاءات ما يسمى بمحاكم الغربان بالشريعة الإسلامية، التي تحاكم على المتزوجين المتورطين في العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج بالرجم.
كما تدعي هذه الشائعات أن الغراب هو المخلوق الأذكى على وجه الأرض بعد الإنسان، ولديهم تنظيم كبير ويبدو نظامهم القضائي وتطبيق العدالة مشابها لما جاء به الإسلام.
خرافة محاكم الغربان الإسلامية
من العقوبات التي تلجأ إليها محاكم العقوبات حسب هذه الإدعاءات هي معاقبة المعتدي الذي هدم العش أو استولى عليه (التعدي) حيث مجموعة من الغربان تجبر المجرم على إعادة بناء ذلك العش، وهي شريعة إسلامية مطلقة!
عقوبة اغتصاب زوجة غراب آخر (الشريكة) هي أن تقوم مجموعة من الغربان بقتل الجاني عن طريق طعنها بمناقيرها!
عقوبة خطف الطعام من الطفل (الفرخ) هي أن تجتمع مجموعة من الغربان ونتف ريش المجرم حتى لا يستطيع الطيران مثل الطفل، وبالتالي فإن الشريعة الإسلامية “العين بالعين والسن بالسن” “يتم فرضه!
إقرأ أيضا:الناتو العربي الإسرائيلي ضروري لمواجهة الإمبريالية الإيرانيةهناك العديد من العقوبات الأخرى التي تتحدث عنها المقالات والنصوص التي عثرنا عليها في منصة اكس والشبكات الاجتماعية والمقالات من المنصات المختلفة.
حقيقة خرافة حكام الغربان
تحدثت Soch Fact Check إلى الدكتورة كايلي سويفت وهي عالمة في سلوكيات الطيور حاصلة على درجة الدكتوراه في بيئة الطيور وعلم سلوك الحيوان وتدرس الغرابيات، والتي تشمل الغربان والغربان حول محاكم الغربان.
“لا شيء من هذا صحيح ولا يوجد أي بحث يدعمه: وأضافت سويفت: “إنها قصة رمزية لطيفة ولكن بالطبع الحيوانات لا تعقد المحكمة وتصدر الأحكام”.
وأضافت: “تقتل الغربان بعضها البعض في بعض الأحيان، لكنها لا تصل إلى مثل هذه الإجراءات من خلال أنظمة المحاكم. فالمنافسة تولد الصراعات، وفي بعض الأحيان تتم تسوية الصراعات بعنف على الفور”.
وأضافت في تعليق لها على مدونتها: “لم يسبق لي أن رأيت غربانًا تحفر قبرًا ولم أسمع عن آخرين شهدوا ذلك أيضًا”.
وقالت لمجلة ناشيونال جيوغرافيك إن التجمع في مجموعة حول غراب ميت يعني على الأرجح أن الطيور تحاول التأكد مما إذا كان مكان الوفاة يشكل أي خطر على البقية.
تواصلت Soch Fact Check أيضًا مع البروفيسور جون إم مارزلوف، الذي كان يدرس سلوك الغرابيات لأكثر من 35 عامًا ويقوم بتدريس علوم الحياة البرية في جامعة واشنطن.
إقرأ أيضا:تكفير الأوزباكستاني ابن سينا: إمام الملحدين الذي حفظ القرآنوفي رسالة بالبريد الإلكتروني، قال البروفيسور مارزلوف إن الادعاءات الواردة في سلسلة رسائل واتساب والشبكات الإجتماعية “غير صحيحة”.
محاكم الغربان ويكيبيديا
ربما يكون ذلك فولكلورًا، لكنه ليس متجذرًا في الحقيقة العلمية. وأضاف البروفيسور أن الغربان تدافع عن صغارها وأعشاشها بقوة وتهاجم من يتعدى عليها، لكن هذا أمر طبيعي بالنسبة للحيوانات الإقليمية، بما في ذلك نحن البشر.
وهذا يتماشى مع تعليقات الدكتورة سويفت، التي أكدت في قسم الأسئلة الشائعة (FAQ) في مدونتها أنه إذا تقاتلت هذه الطيور خارج أسرتها، “فإنها قد تقاتل للدفاع عن رفاقها أو الطعام أو حدود الأراضي”.
وتقول: “إذا انتهت معركة معينة بالقتل، فقد يكون ذلك بسبب أن أحد المشاركين كان أضعف بكثير ولم يتمكن من تحمل الهجوم، أو أخطأ في الحكم على شيء ما وقُتل “عن طريق الخطأ”.”
ومع ذلك، تشير الأبحاث العلمية إلى أن الغرابيات – بما في ذلك الغربان – تتذكر الوجوه، وخاصة وجوه البشر الذين تعتبرهم خطرين حتى بعد تفاعل واحد، حيث يمكنها التمييز بين المشاعر الإيجابية والسلبية وتمتلك أدمغة معقدة.
في الواقع، تشير الاختبارات التي أجراها البروفيسور مارزلوف، الذي قام بتدريس الدكتور سويفت أيضًا، إلى أن الغربان تقيم “جنازات” حيث تتجمع الغربان في مكان الحادث لتقييم الخطر المحتمل، وليس لحفر قبر فعليًا لموتاها وأقاربها، وتوبيخ أي عنصر يخطئ فيهم.
إقرأ أيضا:
خرافة اتفاقية البترودولار مع السعودية
هل لحرب غزة دور في سقوط أكثر من ألف قتيل في الحج؟
جورج سوروس: عدو إسرائيل وداعم فلسطين المعترف بحماس
حقيقة بروتوكولات حكماء صهيون ودورها في الهولوكوست
البقرة الحمراء ومعركة هرمجدون: نظرية مؤامرة مسيحية ضد اليهود
خرافة العثور على سفينة نوح الحقيقية
