يعد الطبيب والفيلسوف أبو علي الحسين بن سينا (370-428 هـ – 980-1037م) أو ابن سينا من الاعلام الشهيرة التي يفتخر بها عامة المسلمين ويضعونه ضمن أسماء كثيرة لها مساهمات في ازدهار الحضارة الإسلامية.
لكن العلماء المسلمين يتبرؤون منه ويحذرون من عقيدته الحقيقية، وقد طالبوا من السلطات عدم تسمية المستشفيات والمراكز الطبية باسمه كما هو شائع في الدول العربية والإسلامية.
دعنا نتعرف على أبرز الأفكار الدينية التي تحدث عنها الطبيب والفيلسوف ابن سينا في كتبه وسبب تكفيره.
أقوال ابن سينا الكفرية في نظر الإسلام التقليدي
يعتبر ابن سينا أن المعجزات التي جاء بها الأنبياء هي قوى نفسية في المقام الأول، وهو قول طائفة من المتفلسفة والقرامطة الباطنية والإسماعيلية ونحوهم.
قال أيضا أن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل وعن الملائكة حسب فهمه وخيالهم وادراكهم وليس كما هو في الحقيقة، وهذا قول آخر ينكر فيه التجسيد المادي لهذه الأمور والموجود في القرآن والسنة.
نفى ابن سينا في كتابه “الإشارات” عن الله تعالى علمه بتفاصيل الأشياء قائلا: “إن الله لا يعلم إلا ذاته وأنه إنما يعلم الأشياء على وجه كلي”.
وقال ابن سينا أيضاً: (إن العالم إنما صدر عن الله بطريق الإيجاب لا بطريق الاختيار والمشيئة) لذا تم اتهامه بأنه ينفي خلق الله للوجود من العدم.
إقرأ أيضا:7 أكتوبر 2023: نكبة قطاع غزة بأيدي حركة حماسكما أنه من الفلاسفة والعلماء الذين أيدوا قدم العالم، وهذا يعني أن العالم قديم قدم الخالق ونشأ من عناصر مادية وأن العالم مسير بالمادة والحركة وبهما يفسر العلم الظواهر المختلفة.
الوحي عند ابن سينا وتفسير النبوة
ويعتبر الوحي الذي تلقاه الأنبياء قوة نفسية وعقلية، وهو عبارة عن فيض يفيض من العقل الفعال وهو العقل العاشر أو عقل القمر.
وفي هذا الصدد يؤمن بالقول المشهور: “إن نفس النبي لشدة صفائها تكون كالمرآة المجلوة، فتنعكس المعاني من العقل الفعال عليها وتنطبع فيها ثم إن القوة المتخيلة للنبي تتلقى هذه المعاني المجردة فتجسمها في حروف وألفاظ”
وبما أن النفس عند الأنبياء في شدة صفائها ونقائها تكون كالمرآة المجلوة، فتنعكس المعاني من العقل الفعال عليها وتنطبع فيها ثم إن القوة المتخيلة للنبي تتلقى هذه المعاني المجردة فتجسمها في حروف وألفاظ.
ونتيجة كل هذا هو أن النبي كان يخيل إليه أنه يرى شخصاً خارجاً ويسمع كلاماً وإنما هو في الحقيقة صوت ينبعث من داخل نفسه.
باختصار، الوحي ليس مباشر من الله، والإسلام مثل بقية الديانات صناعة بشرية، وهذا ما ذهب إليه أهل العقل والفلاسفة في تفسيرهم لظاهرة النبوة وصناعة الدين، وهذا لاعتقادهم بأن الخالق أسمى من ان يكون له نفس صفات الإنسان ويغضب ويفرح ويعاقب ويرغب في أن يعبده الناس، هذه صفات الملوك والمستبدين البشر.
إقرأ أيضا:كارما ذبح الحيوانات والأضاحي ومصير الأرواح القاتلةآراء العلماء الذين كفروا ابن سينا
يأتي في مقدمة العلماء المسلمين الذين كفروا ابن سينا، الإمام الغزالي الذي كفر ابن سينا واكفر الفلاسفة المسلمين الآخرين بشدة في كتبه “تهافت الفلاسفة” وأيضا “المنقذ من الضلال”.
واعتبر الإمام الغزالي أن أفكار ابن سينا وغيره من الفلاسفة المسلمين قد أخرجتهم من الملة، وأنهم اتبعوا طريق الزندقة والكفر وانكار بديهيات الإسلام.
وقال الشيخ ابن تيمية عنه (وابن سينا تكلم في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتها علومهم فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد وأحسن ما يظهرون دين الرفض وهم في الباطن يبطنون الكفر المحض).
وترجم الذهبي لابن سينا في سير أعلام النبلاء، حيث قال عنه: “وله كتاب الشفاء وغيره وأشياء لا تحتمل، وقد كفره الغزالي في كتاب المنقذ من الضلال وكفر الفارابي”.
وقال الكشميري: “ابن سينا الملحد الزنديق القرمطي” فيض الباري 1/166، فيما قال عنه قال ابن الصلاح “كان شيطاناً من شياطين الإنس”.
وقال عنه ابن القيم: “وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمبدأ لا معاد ولا رب ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى”.
إقرأ أيضا:هكذا ستصبح صحراء الإمارات مروجا خضراءوقال عنه الشيخ الفوزان: “ابن سينا اليهودي الخبيث له معرفة في الطب، طبيب حاذق في الطب لكنه في الشرع ملحد كافر”.
ابن سينا خارج الإسلام
قال العلامة ابن باز: “لا ينبغي للمسلمين أن يسموا محلاً بأسماء “ابن سينا – الفارابي” قبحهم الله”، ويعد الطبيب والفيلسوف الشهير ملحدا وزنديقا في نظر علماء السلفية ورموز المؤسسة الإسلامية التقليدية.
ولا يفتخر به من المسلمين المحافظين إلا جاهل بمعتقداته ومعتقدا بأنه يؤمن بهذا الإسلام الذي يؤمن به عامة الناس، لذا فهو ليس مسلما وليس أيضا من العرب فقد ولد في قرية أفشنة (الواقعة في أوزبكستان حالياً).
لكنه قدم الكثير للإنسانية والبشرية جمعاء وعلومه استفاد منها المسلمين وغير المسلمين، والعرب والفرس والعجم وغيرهم من الأمم.
إقرأ أيضا:
الإلحاد ممنوع في الماسونية والملحد غير مرحب به
تيودور هرتزل: الملحد الذي أسس الصهيونية ودعمته الجزائر وفلسطين
كيف هزمت اليابان الملحدة الزلازل وقهرت تسونامي؟
مواقف الملحدين العرب من إسرائيل وحرب غزة في فلسطين
خرافة العثور على سفينة نوح الحقيقية