الحديث عن الناتو العربي الإسرائيلي ليس جديدا على الساحة، فقد أصبح ذلك واضحا في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي عرف بتبني سياسة حازمة اتجاه ايران ومشاريعها التوسعية في المنطقة.
الجمهورية الإمبريالية الإيرانية وأدواتها مثل الأحزاب الشيعية والإخوانية تسوق لإسرائيل على أنها الدولة التوسعية في المنطقة وهي التي تريد احتلال مصر والأردن وسوريا ولبنان والعراق.
لكن الواقع الذي رأيناه منذ اتفاقيات السلام العربية الإسرائيلية خلال القرن الماضي، والتي شاركت فيها مصر والأردن والسلطة الفلسطينية يخبرنا بعكس ذلك.
هناك صراع فلسطيني إسرائيلي بالطبع، أنشطة الإستيطان موجودة، لكن هناك تعاون فلسطيني إسرائيلي ومصالح متزايدة بين الشعبين لكن المتاجرون بالحروب لا يريدون انهاء الصراع.
الفلسطينيون أنفسهم انقسموا إلى قسمين، ولا يريدون الإتحاد وهم بذلك عقبة في مشروع السلام، لكن ما الأفضل للسياسيين الفاسدين، تلقي المساعدات من دول العالم والمتاجرة بالقضية أم بناء دولة حقيقية؟
بالنسبة للفاسدين على رأس فلسطين من مصلحتهم أن يستمر الصراع ويحققون المليارات من الدولارات على حسب المغفلين من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى.
في مقابل ذلك المتاجرة بالقضية الفلسطينية تجارة عظيمة لإيران التي استطاعت اختراق الدول العربية وإقناع جزء كبير من الشعوب العربية بأن الشيعة هم المسلمون الحقيقيون.
والشيعة في الدول العربية لديهم ولاء لإيران وليس لبلدانهم، وهناك من جهة أخرى حركة الإخوان المسلمين التي تستند إلى الفكر السلفي السروري، والتي تكفر الدول العربية وتشجع الشعوب العربية على اسقاط الحكام.
إقرأ أيضا:سبب مقتل الرئيس الإيراني ووزير خارجيتهوتعد حماس من تطبيقات الإخوان وهي تصدرت المشهد الفلسطيني وقدمت نفسها المدافع الأساسي والرئيسي عن قطاع غزة وارتكبت حماقة طوفان الأقصى.
ولطالما تحالفت حماس مع ايران منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا ولديها ولاء لطهران، وتعتبر نفسها جزءا من محور المقاومة والممانعة.
هكذا نجحت ايران في الوصول إلى قطاع غزة من خلال حماس، كما نجحت في احتلال دول عربية عديدة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن.
وتطالب الإمبريالية الإيرانية باستعادة البحرين ولا تزال تحتل جزرا إماراتية، كما تنشط في شمال أفريقيا حيث هناك تقارير تفيد بأنها تسلح البوليساريو في الجزائر لتقسيم المغرب.
المد الشيعي انتشر بين الجالية العربية في بلجيكا وفرنسا والدول الأوروبية، وقد استثمرت الدولة الفارسية حرب غزة بقوة كي تثبت للمؤمنين بها أنها هي التي تدافع عن القدس وأن العرب باعوا القضية.
ورغم أن المملكة العربية السعودية قد غيرت من نهجها اتجاه ايران، واستعادت العلاقات مع طهران بوساطة صينية، وأوقفت الحرب في اليمن، إلا أن ايران لم تغير من سياساتها.
وجاء 7 أكتوبر 2023 ليشكل ضربة لقطار التطبيع الإسرائيلي العربي وكذلك تهديدا مباشرا للممر الاقتصادي الجديد بين الهند وأوروبا عبر السعودية والإمارات والأردن وإسرائيل تحث رعاية أمريكية.
كما يشكل اندلاع الحرب في غزة وعودة الإحتقان والخطاب المذهبي والشعارات إلى الشرق الأوسط تهديدا لمشروع الأمير محمد بن سلمان ومبادرة الإمارات لنشر السلام في المنطقة.
إقرأ أيضا:إعادة بناء مملكة سوريا التي يحكمها الملك بشار الأسدتقربت الدول العربية بقيادة إماراتية إلى سوريا وتحاول اقناع الولايات المتحدة لرفع العقوبات عليها وتبحث عن حلول لمشاكل الشعوب، لكن المنطقة تأبى أن تترك الشعارات والعداوة الفارغة.
جزء من هذه العداوة العربية الإسرائيلية والمد الشيعي في المنطقة يعود إلى الدين، وهنا يتضح فشل المؤسسات الدينية ودور الدين السلبي في الشرق الأوسط.
مشكلة تأسيس الناتو العربي الإسرائيلي هو أن الشعوب العربية الغارقة في الخطاب الشيعي الإخواني سترفضه، لأن إسرائيل هي العدو وليس ايران التي تسيطر على 4 عواصم عربية وقطاع غزة.
في الوقت الراهن تحقق إسرائيل انتصارات متتالية في غزة، ومن المؤكد أن حماس لن تحكم القطاع بعد نهاية الحرب وستكون هناك قوى عربية وأجنبية في المنطقة إلى حين تحقيق الإنتقال السلمي.
وتنتظر السعودية والإمارات وإسرائيل والبحرين ومصر عودة الرئيس دونالد ترامب الذي يملك رؤية شجاعة وحازمة ضد ايران.
سبق للرئيس الأمريكي أن قدم صفقة القرن والتي تتضمن مقترحا بإنفاق 50 مليار دولار لإعادة اعمار غزة وتحويلها إلى سنغافورة الشرق الأوسط لكن حماس رفضت ذلك.
كما سمعنا في عهده عن الناتو العربي الإسرائيلي لمواجهة ايران التي تقترب من امتلاك القنبلة النووية، والتي تتصرف على نحو عدواني توسعي.
في الوقت الحالي هناك أخبار على أن التحالف سيتضمن الإمارات والأردن ومصر والبحرين وإسرائيل، وستنضم إليه السعودية أيضا والتي تبحث عن اتفاقية أمنية قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
إقرأ أيضا:يجب أن تنتصر إسرائيل على أعداء الإتفاقيات الإبراهيميةوتحارب إسرائيل لوحدها ايران وأدواتها في الشرق الأوسط، وقد وجهت ضربات قوية للجمهورية الشيعية وكشفت ضعفها وأنها نمر من ورق كما هو حال حليفتها روسيا في أوكرانيا.
في المقابل الدول العربية تراقب في صمت هذه الحرب، بعضها يلعب دور الوسيط مثل مصر وقطر، لكن من مصلحة الأولى القضاء على حماس في غزة وهم جزء من حركة إرهابية محظورة في مصر.
ويجب الإشارة إلى أن الناتو العربي الإسرائيلي يعد أحد مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض، في مايو 2017.
وتزايدت وتيرة الإجتماعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة والسعودية ومصر والبحرين وقطر وسلطنة عمان والإمارات والكويت والأردن حتى رحيل دونالد ترامب.
وكانت هناك شائعات تفيد بأن مصر انسحبت من هذا المشروع لكن يبقى ذلك مجرد كلام حيث تدرك القاهرة خطورة المد الإيراني ووصوله إلى حدودها في الشمال.
ويبقى الناتو العربي الإسرائيلي ضروريا لمواجهة ايران التي ستجد نفسها وحيدة، حيث لا الصين المحاصرة ستدعمها ولا روسيا الغارقة في أوكرانيا ستنفعها.
إقرأ أيضا:
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله
أطماع ايران: البحرين محافظة إيرانية وجزء من فارس
الدول التي ستشارك في صد هجوم ايران على إسرائيل
من اغتال إسماعيل هنية؟ إسرائيل أم ايران؟
اغتيال إسماعيل هنية: نهاية حماس وشيكة؟ كيف يستفيد نتنياهو؟
فرنسا تعترف بمغربية الصحراء والجزائر تسحب سفيرها من باريس
افتتاح أولمبياد باريس صفعة ماسونية تنويرية لليمين المسيحي