عندما يعاني المسلم من الشك في الدين، يردد (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)، فيما تحذر المؤسسات الدينية مثل الإفتاء المصرية من الشك والجدال في القرآن.
في سلسلة كتب محادثات مع الله، يقول الكاتب الأمريكي الذي مر برحلة صعبة من المعاناة والشك والغضب من الخالق، نيابة عن الله، أن الخالق يتواصل معنا جميعا بطرق شتى، لا يوجد أشخاص مميزون ولا أوقات مميزة لهذا التواصل.
والكلمات هي أقل شكل من أشكال التواصل مع الله، لأنه غالبا ما يتم تأويلها وتحريفها من قبل الناس، ويمكن لآية قرآنية على سبيل المثال أن تجد لها عشرات المعاني والتفسيرات والتأويلات وهو ما صنع الكثير من المذاهب والفرق الإسلامية، ونفس الأمر ينطبق على بقية الديانات فهي متفرعة إلى فرق ومذاهب مختلفة في الفهم.
يتواصل الله معنا عبر الأفكار والعواطف وحتى التجارب والمواقف التي تحدث لنا والتي نعتبرها صدفة وهي في الحقيقة رسائل منه لكن معظمنا لا يفهمها أو يتجاهلها.
وجاء في أولى صفحات الكتاب الأول: “كما أنني أتواصل بالفكر، إن الفكر والمشاعر ليسوا سواء على الرغم من إمكانية حدوثهما بنفس الوقت”.
ويضيف الله: “عندما أتواصل بالفكر فغالبًا ما أستخدم الرموز والصور، لهذا السبب تعتبر الأفكار أكثر فعالية من الكلمات المجردة عند استخدامها كوسيلة للتواصل”.
ويضيف الكاتب الذي يستخدم الإلهام لنقل كلمات الله في هذا الحوار الشيق: “بالإضافة إلى المشاعر والأفكار فأنا أستخدم أداة التجربة أيضًا كوسيلة عظيمة للتواصل”.
إقرأ أيضا:هل يهدد فيلم حياة الماعز الصداقة السعودية الهندية؟“قد تساعدك الكلمات على فَهم الشيء، وقد تسمح لك التجربة بمعرفة الشيء، لكن هناك بعض الأشياء التي لا يمكن تجربتها، لذا فقد منحتك أدوات أخرى للمعرفة، إنها المشاعر والأفكار”.
ويعد الشك مدخلا لإعادة النظر في معتقداتنا الخاصة والبحث عن الحقيقة التي يمكن في النهاية أن تختلف من شخص لآخر حسب فهمه واجتهاده فكل واحد منا في مرحلة معينة من رحلة الوعي.
وبينما ينسب المسلمون الشك إلى الوسوسة الشيطانية فإن هذه السلسلة لا تعترف بوجود شخصية الشيطان، وتقودنا إلى قصة مختلفة للعالم والخلق والوجود والإله والحياة.
البشر هم من اخترعوا الإله المسؤول فقط عن الخير والرزق واخترعوا إله للشر وهو الشيطان، وأصبحت هناك عقيدة الثنائية في الوجود، أتباع الله ضد أتباع الشيطان، وهذه إهانة أخرى من الأديان للخالق الحقيقي كامل القدرة والعلم.
وينجح الكثير من الناس في القضاء على الشك والتخلص من أسئلة العقل والروح ويموت هؤلاء وهم يجهلون الحقيقة وكل ذلك في سبيل البقاء على نفس معتقدات آبائهم.
الخروج من منطقة الراحة عامة هو أمر مخيف للغاية بالنسبة لمعظم الناس، والشك يحاول إخراجنا من منطقة راحتنا التي تتضمن المعتقدات والأفكار التي نعتقد أنها صحيحة.
ويعد الشك مناسبة ثمينة فعلا للثورة على الأفكار القديمة واخضاعها للعقل والبحث والتمحيص وليس الهروب إلى الوراء أو الإنتقال إلى مذهب آخر على وجه السرعة، إنها عملية تأخذ أشهرا أو سنوات قبل أن يستقر الأمر، لكن كلما انفتحت على الأفكار الجديدة وتحررت من القديم كان الإنتقال أسهل وأفضل.
إقرأ أيضا:الزواج شكل من أشكال العبودية بشهادة الإسلامفي هذا الصدد يحضرني قول الكاتب السعودي الراحل عبد الله القصيمي: “العلم دائما شك والجهل يقين، وكلما تعلمنا الشيء وأحطنا به ازددنا شكا، والمبصرون أكثر من العميان شكا في مرئياتهم”.
إقرأ أيضا:خرافة العثور على سفينة نوح الحقيقيةفي نهاية رحلة الشك قد تختار الدين أو المذهب الذي يجيب عن أسئلتك أو يقنعك بروايته أو تأخذ من كل مذهب ودين ما يناسبك وتبني معتقدا جديدا مما هو سابق.
وتقدم كتب محادثات مع الله، سلسلة من الأفكار التي يمكنك التوصل إليها بممارسة التأمل الفكري ويمكنك أيضا العثور على بعض تلك الأفكار في بعض المذاهب الفلسفية التي حاولت منذ القدم تفسير وجودنا والإله وهذه الحياة والبحث عن القيمة في وجودنا.
إقرأ أيضا:
مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع الله
حقيقة أرطغرل وغاية تركيا من ابتكار هذه الشخصية
نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع الله
كيف تؤكد فتنة المسيح الدجال أن الله شرير؟
أهم الديانات والفلسفات في الهند أو أرض الروحانيات
قوة الفلسفة الهندية وسر ازدهار الأفكار الهندوسية