قد تتساءل لماذا رغم لقاحات كورونا وجهود التلقيح المتقدمة عالميا لا يزال كورونا على قيد الحياة ويظهر متحور كورونا جديد من وقت لآخر؟ هل اللقاحات فاشلة أم أن هناك مشكلة أخرى؟
الحقيقة أنه منذ تطور الطب وعلم مكافحة الأوبئة استخدم الإنسان اللقاح من أجل تعزيز مناعته، وهكذا تخطى الطاعون بعد قرون من المعاناة معه وداء السل وأمراض فتاكة للغاية.
وفيروس كورونا سيصبح مستقبلا ضمن عداد الأمراض التي قتلت الكثير من الناس حول العالم لكن في النهاية تم القضاء عليها.
معارضو اللقاح ينظرون إلى سلالة كورونا الجديدة على أنها تؤيد مزاعمهم، لكن المشكلة معقدة، وهي تدفعنا لإعادة النظر في سياسة التلقيح العالمية.
سلالة كورونا الجديدة خطيرة ومصدرها دول جنوب أفريقيا:
هذه هي السلالة الثانية التي تظهر في هذه المنطقة من العام، باستثناء جنوب أفريقيا المتقدمة قليلا، فبقية دول جنوب الصحراء تعاني مع كورونا والعديد من الأمراض والإنفلونزا هناك حادة ويمكنها أن تطيح بشخص بصحة جيدة قادم من أوروبا أو حتى مصر.
المسافرون عادة إلى تلك الدول خصوصا من الدول الأوروبية يخضعون لإجراءات ويطلب منهم الحصول على جرعات لقاحات ويمكنك التحقق من ذلك، والسؤال لماذا؟
كما أشرنا سابقا، الوضع الصحي في دول جنوب الصحراء في أفريقيا هش والإنفلونزا العادية هناك حادة وهناك أمراض معدية يمكنها أن تقتلك.
إقرأ أيضا:الذكاء الإصطناعي يغرق الإنترنت بالأكاذيب والمعلومات المضللةفي هذه المنطقة من العام معدلات التلقيح متدنية، في بوتسوانا حيث ظهر متحور كورونا الجديد والمعقد، لا تزال نسبة السكان الذين حصلوا على اللقاح لا يتجاوز 20 في المئة، ويمكنك التحقق من ذلك من هنا.
وبينما يتصدر المغرب سباق التلقيح أفريقيا مع جزيرة سيشل، ويتسارع مؤخرا في مصر، تعد أنشطة التلقيح متدنية أو شبه منعدمة في عدد من دول جنوب الصحراء.
معدلات التلقيح متدنية في الدول النامية مشكلة كبيرة:
هناك أصوات ترتفع بالفعل وتطالب بتخصيص مزيدا من الجرعات للدول الفقيرة وتسريع عملية التلقيح هناك، وأن الجهود في الدول المتقدمة والقوى الصاعدة لن تنجح دون اشراك الدول الفقيرة في العملية.
وبالفعل تمنح الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة كميات من هذه الجرعات لتلك الدول لكنها ليست كافية.
تريد كل دولة الوصول إلى تلقيح نسبة 100 بالمئة من سكانها، ومع التوجه إلى فرض الجرعة الثالثة يرتفع الطلب على اللقاحات وتشتري الدول الغنية المخزون المتاح.
وهكذا تجد الدول النامية والفقيرة نفسها في وضع صعب، وتوقف للعمليات من وقت لآخر، وتدني معدلات التلقيح في هذا الجزء من الأرض.
نعم هذه هي مشكلة اللقاح، بدون وصوله بكميات جيدة إلى الدول الفقيرة سيظل فيروس كورونا منتشرا، والأسوأ من ذلك أنه سيتطور.
إقرأ أيضا:حل مشكلة تم تعطيل امكانية وصولك الى سناب شات مؤقتاسر ظهور متحور كورونا الجديد:
وهكذا من الممكن أن يتفاعل كورونا بنسخه المختلفة في هذه الدول مع الإنفلونزا الأفريقية، والأوبئة الأخرى، لنحصل على متحور كورونا أخطر من أي وقت سابق.
وبالتالي تصبح اللقاحات وعملية التلقيح ذات إمكانية أقل وفاعلية عالمية متذبذبة أمام الإصابات، ورغم أن اللقاحات ساعدت بالفعل في تقليل الوفيات مقارنة بالموجات السابقة، إلا أن السلالات الجديدة قادرة على تغيير هذه المعادلة.
ولا ننسى بالفعل الملايين من الناس الذين يمكنهم الحصول على اللقاح بسهولة ومجانا، ورغم ذلك يرفضون العملية برمتها، لاعتبارات متعددة وأهمها الإيمان بنظرية المؤامرة.
وهذه الفئة معرضة للموت بسبب الوباء أكثر من الملقحين أنفسهم، وهو أمر توصلت إليه الدراسات الجديدة، وتابعناه في احصائيات الإصابات والوفيات.
الحقيقة أن مختلف الفاعلين بما فيهم بيل غيتس لم يتوقعوا ظهور المتحور الجديد، وكان هناك حديث عن أوبئة أخرى محتملة، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة بسبب التغير المناخي وهو ما ينشط من بعض الفيروسات الموجودة في القطب الشمالي والجنوبي.
إقرأ أيضا:ما هي البيانات التركيبية Synthetic Data وما هي تطبيقاتها؟أظهر تحليل أولي أجرته منظمة الصحة العالمية (WHO) أن 27٪ فقط من العاملين الصحيين في إفريقيا قد تم تطعيمهم بالكامل ضد COVID-19، مما ترك الجزء الأكبر من القوى العاملة في الخطوط الأمامية ضد الوباء دون وقاية.
يكشف هذا أنه فقط في القطاع الصحي أغلب الناس غير ملقحين رغم أهمية وضرورة ذلك، فما بالك بالمواطنين والعاملين في القطاعات الأخرى.
تأثير متحور كورونا الجديد على النفط والأسهم وبيتكوين والذهب
الصين تدعو مواطنيها إلى تخزين مواد غذائية لهذا السبب
فرصة كسب المال من أرباح شركات لقاح كورونا
رسميا اجبارية لقاح كورونا في كل دول العالم