لقد كان الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل محقا عندما قال: “الزواج هو الشكل الوحيد للعبودية المسموح به بموجب القانون” وكذلك قالت الكاتبة المصرية نوال السعداوي.
في الماضي كانت هناك ديانة المانوية البابلية التي حرمت الزواج والجنس والتوالد على المؤمنين الذين لا يرغبون في الولادة بجسد جديد هنا في الأرض والتحرر لمقابلة الخالق.
وفي الدين الإسلامي الزواج هو ميثاق وعلاقة رق وامتلاك النساء، وهناك نصوص كثيرة يمكن أن تصدمك إذا اطلعت عليها وكانت هذه أول مرة تسمع بها.
الزوجة أسيرة زوجها في الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:” وقال زيد بن ثابت: الزوج سيد في كتاب الله، وقرأ قوله تعالى: وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ، وقال عمر بن الخطاب: النكاح رق، فلينظر أحدكم عند من يُرِقُّ كريمته، وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ – أي : أسيرات)، فالمرأة عند زوجها تشبه الرقيق والأسير، فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه، سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة” انتهى من “مجموع الفتاوى” (32/ 263).
الرجل سَيِّد زوجته، وسيِّد أبنائه، وفي سلسلة الألباني الصحيحة عن النبي محمد: «كلُّ نَفْسٍ من بَنِي آدمَ سَيِّدٌ، فالرَّجُلُ سَيِّدُ أهلِهِ، والمرأةُ سَيِّدَةُ بَيتِها»، والزوج سَيِّدٌ لا سِيِّما أنه صاحب القوامة، وولي أمر زوجته وأبنائه.. يأتمرون بأمره، وينتهون بنهيه، إلا إذا أمر بمعصية، أو نهى عن معروف.
إقرأ أيضا:عودة دونالد ترامب هو انتصار لدولة إسرائيلوقال ابن مفلح الحنبلي: “ويحرم خروج المرأة من بيت زوجها بلا إذنه إلا لضرورة، أو واجب شرعي” انتهى من “الآداب الشرعيَّة” (3/374).
علاقة الزواج بالعبودية على مر التاريخ
تاريخيًا، كان الزواج والعبودية متشابكين في مجتمعات مختلفة، وخاصة في أفريقيا، خلال عصر العبودية القانونية، كان من الممكن فرض الزواج أو التلاعب به من قبل مالكي العبيد، الذين كانت لديهم القدرة على إملاء الحالة الزوجية للأفراد المستعبدين.
وشمل ذلك إجبار العبيد على الزواج أو فصلهم عن أزواجهم حسب الرغبة، مما يسلط الضوء على الافتقار الكبير إلى الاستقلال بالنسبة لأولئك المستعبدين.
في العديد من المجتمعات، تم استخدام مؤسسة الزواج لدمج الأفراد المستعبدين في التسلسل الهرمي الاجتماعي، مما أدى في كثير من الأحيان إلى تعزيز وضعهم المرؤوس.
على سبيل المثال، كانت النساء المستعبدات موضع تقدير لقدرتهن على الإنجاب وكان من الممكن إجبارهن على الزواج بما يخدم مصالح أصحابهن وليس مصالحهن الخاصة.
وفي حين سعى بعض الأفراد المستعبدين إلى إنشاء روابط عائلية من خلال الزواج، كانت هذه الاتحادات غالبًا محفوفة بالمخاطر وتفتقر إلى الاعتراف القانوني، مما جعلهم عرضة لأهواء أصحابهم.
العبودية في الزواج الحديث
في المناقشات الحديثة، يزعم البعض أن بعض الزيجات قد تشبه أشكال العبودية أو شبه العبودية، وخاصة في العلاقات المسيئة حيث يمارس أحد الشريكين سيطرة كاملة على حياة الآخر.
إقرأ أيضا:علاج سرعة القذف باستخدام العادة السرية (الإستمناء للرجال)وقد تتجلى مثل هذه الديناميكيات في السيطرة المالية، والتلاعب العاطفي، وتقييد الحريات الشخصية، مما يؤدي إلى مقارنات بين هذه العلاقات والعبودية.
وعلاوة على ذلك، هناك مخاوف مستمرة بشأن الزواج القسري والإتجار بالبشر، وخاصة في السياقات التي يتم فيها استغلال النساء والأطفال.
وتعكس هذه المواقف ممارسات العبودية التاريخية، حيث يُجبر الأفراد على الزواج ضد إرادتهم، وغالبًا تحت ستار الزواج.
الزوجة تابعة لزوجها
مفهوم الشراكة الحقيقية في الزواج غير موجود على نطاق واسع ولا يطبقه الجميع، لأن الأصل في المجتمعات الذكورية هي أن تكون الزوجة تابعة لزوجها.
أفعال وتصرفات وملبس الزوجة وعقيدتها وأفكارها كلها تحث تصرف زوجها، هو الذي يحدد لها ما هو صحيح وما الذي يجب أن تفعله.
كل هذا بدعم من الأديان الإبراهيمية البشرية ومنها المسيحية والإسلام التي أكدت على ذلك، وجعلت من صفات الزوجة المؤمنة طاعة زوجها طاعة عمياء.
إقرأ أيضا:حرب السودان أسوأ من حرب غزة لكن الهوى غلابورغم الحداثة إلا أنه مع تصاعد الخطاب الذكوري سواء في العالم العربي أو حتى في الغرب حيث الريد بيل تتقدم بخطابها المتشدد اتجاه النساء، يستبعد أن نرى علاقة زواج قائمة على شراكة حقيقية.
وفي النهاية يجب الإشارة إلى أن الزواج قائم على المصالح في الأساس، الرغبة في الجنس والإنجاب وهروب الإنسان من الوحدة والعزوبية.
إقرأ أيضا:
ألف مبروك الزواج وعقبال اعلان الطلاق
تراجع معدلات الإنجاب والزواج بسبب انهيار الجنيه المصري
الزواج بحلة جديدة بفضل الذكاء الإصطناعي والميتافيرس
علاقة العزوبية مع السعادة في صالح العزوف عن الزواج
مواقع العثور على بنات أوكرانيات للتعارف والزواج
كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟