الإعلانات ستجعل سهم نتفليكس عظيما مجددا

تراجع سهم نتفليكس بحوالي 35.12% في جلسة الأربعاء، وهذا مع اعلان الشركة خسارتها 200 ألف مشترك، وتتوقع خسارة مليوني مستخدم مع انسحابها من روسيا وكذلك قيام الكثير من الأمريكيين والكنديين بحذف حساباتهم لأسباب مختلفة وأهمها ارتفاع أسعار الإشتراك.

وتفكر نتفليكس أيضًا في الخطوات التي يمكن أن تساعد في تعويض تأثير الإيرادات لتباطؤ المشتركين، بما في ذلك اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص الذين يشاركون كلمات المرور مع حساباتهم.

وبينما سمحت الشركة منذ فترة طويلة بمشاركة كلمات المرور هذه، فقد أصبحت أكثر شيوعًا في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم مما توقعه التنفيذيون، وقد استمر هذا الجهد لمدة عام تقريبًا ومع ذلك قبل أن يصبح التباطؤ واضحًا.

مشكلة في النموذج التجاري لشركة نتفليكس

يبلغ عمر نتفليكس بشكل لا يصدق، 24 عامًا، وقد خدم نموذج الاشتراك الشركة جيدًا، لا يعني ذلك أن الشركة كان لديها الكثير من الخيارات عندما بدأت: باعت الشركة لفترة وجيزة أقراص DVD عبر الإنترنت، قبل التركيز حصريًا على تأجيرها لم يقدم أي من النهجين مساحة كبيرة للإعلان، وإلى جانب ذلك كان نموذج الاشتراك ثوريًا في حد ذاته.

حققت نتفليكس نموًا في عدد المشتركين يزيد عن 20٪ على أساس سنوي لسنوات (عادة أكثر من ذلك)، ولكنها لم تكسر نسبة 20٪ منذ الربع الرابع من عام 2020 ومن المحتمل أن يرجع بعض ذلك إلى النمو الذي دفعه الوباء إلى الأمام.

إقرأ أيضا:الفرق بين الدفع مقابل المشاهدة ونموذج الفيديو حسب الطلب

المشكلة الأكبر في هذا النموذج هو أن الشركة لديها: 75 مليون مشترك في الولايات المتحدة وكندا، حيث يوجد حوالي 132 مليون أسرة، هذا ما يقرب من عدد المشتركين مثل التلفزيون الخطي (84 مليون)، وبمجرد أن تفكر في كلمات المرور المشتركة قد يكون الاختراق أعلى.

الأسواق الأخرى مثل الهند وحتى دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها مجال أكبر للنمو لكن دخل الأسر المنخفض كثيرًا، وكانت أسعار نتفليكس المرتفعة نسبيًا عقبة.

لدى الشركة طرقًا للنمو بخلاف المشتركين، وذلك عن طريق رفع الأسعار بشكل واضح، لقد فعلت الشركة ذلك على أساس سنوي في الغالب لمدة ثماني سنوات.

في الولايات المتحدة، ارتفع سعر الاشتراك القياسي (HD، شاشتان) من 7.99 دولارات إلى 15.49 دولارًا، يجادل المسؤولون التنفيذيون في الشركة بأن العملاء لا يمانعون لأن المنصة تستمر في زيادة مقدار المحتوى الذي يجدون أنه مقنع، إنها حجة يسهل قبولها عندما يكون نمو المشتركين متقدمًا، المهمة الآن هي الاستمرار في رفع الأسعار مع ضمان عدم بدء أعداد المشتركين في التراجع.

ألغى 600 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا اشتراكاتهم عقب رفع قيمة الإشتراك في الفترة الأخيرة، وهذا ردا على ارتفاع تكلفة الإشتراك في الخدمة.

هذه الحركة المؤلمة هي رد فعل عنيف على المسؤولين الذين يرون أنهم كانوا على حق في خطوة رفع الأسعار.

إقرأ أيضا:ما هي المعلومات التي يجمعها تطبيق ثريدز Threads عند استخدامه؟

الإعلانات ستجعل سهم نتفليكس في وضع أفضل

لدى الشركة الأمريكية مجالا لتحقيق نمو عظيم والوصول إلى مليار مشترك وهذا في العقد الحالي، والشرط الوحيد هو توفير خطة مجانية يمكن لأي شخص الإشتراك فيها تكون مدعومة بالإعلانات.

هذه الخطوة لن تتطلب من الشركة خفض أسعار الإشتراك، بل التسويق للنسخة المجانية لكل شخص لا يستطيع انفاق المال على الخطة القياسية أو الخطط الأخرى.

يمكن منح بعض المميزات لتلك النسخ المدفوعة، منها عرض أحدث الأفلام والمسلسلات للجمهور الذي يدفع أولا، قبل اتاحتها في الخطة المجانية.

وحتى في الخطة المجانية يمكن أن تحقق الشركة أموالا وعائدات طائلة، وحتى متوسط الربح من كل مستخدم سيكون عاليا، إذ نتحدث عن محتوى حصري وعالي الجودة سيدفع المعلنون جيدا لعرض الإعلانات.

بالنسبة للشركة هذا سيضمن تحقيق نمو سريع للخدمة في الهند والأسواق الناشئة والنامية بما فيها الأسواق العربية، وبناء منصة إعلانية ضخمة تعود عليها بالمليارات من الدولارات سنويا.

حقق عملاق بث الفيديو صافي دخل إجمالي يزيد عن 5.12 مليار دولار أمريكي في عام 2022، في حين بلغت الإيرادات السنوية للشركة ما يقرب من 26.7 مليار دولار أمريكي.

إقرأ أيضا:أمازون ستخسر آلاف العملاء في بريطانيا خلال 2022

في المقابل حقق فيس بوك الذي يعتمد على الإعلانات 117 مليار دولار خلال عام 2022، وهو ما يؤكد على قوة النموذج الإعلاني.

مع انتقال المزيد والمزيد من المحتوى بعيدًا عن التلفزيون وإلى خدمات البث المنافسة، لم يعد التمايز قائمًا على تجربة المستخدم، بل على التفرد، لم تعد الإعلانات التجارية عند الطلب فريدة من نوعها، ما يميز نتفليكس ومنافساتها أنه ما تعرضه من محتوى لا تقدمه قنوات التلفزيون التجارية.

ومن جهة أخرى فإن الإعلانات في منصات البث حسب الطلب ليست مزعجة كثيرا كما هو الحال في التلفزيون، حيث يمكن أن تجد أن مدة الإعلانات والفواصل الإعلانية تصل إلى 15 دقيقة لكل ساعة.