الخلافة الإسلامية السنية سواء بعاصمتها في إسطنبول أو دمشق أو بغداد..، والإمبراطورية الصفوية الشيعية، وإسرائيل الكبرى اليهودية، كلها مشاريع توسعية إرهابية في عصر النظام العالمي الليبرالي.
وبينما يدافع العقلاء في العالم عن السلام والتعايش ويعد هذا من شعارات الأمم المتحدة وغايتها الكبرى، ويدافع عنها أنصار العولمة وحتى أتباع الديانة البهائية وبعض الفرق الأخرى، إلا أن هناك من يريد احياء الإمبراطوريات الدموية.
وإذا كنت أعارض توسع روسيا على حساب أوكرانيا، وعلى العكس يجب أن يمنح الإتحاد الروسي للجمهوريات القابعة تحث سيطرته الحرية في تقرير مصيرها، فإن الأمر نفسه مطلوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
يجب أن تتخطى شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مشاريع الخلافة الإسلامية والإمبراطورية الصفوية وإسرائيل الكبرى، هذه امبراطوريات ودول أصبحت من الماضي.
احياء أمجاد الماضي يعني إبادة الآخرين لأن كل تلك الإمبراطوريات سعت إلى تغيير النسيج الديمغرافي من خلال القتل والإستعباد والنفي، وهذا أمر خطير لن يسمح به النظام العالمي وأيضا الحكومات والجيوش في المنطقة والتي ستتحرك بكل قسوة وصرامة ضد هذا الإرهاب.
واليوم في ظل حرب غزة الحاسمة ومع اقتراب إسرائيل من تحقيق النصر الإستراتيجي في المنطقة، يتصاعد خطاب العنف والإقصاء والكراهية.
هذا الخطاب يأتي من المتطرفين على الجانبين، جانب يريد إبادة اليهود لكن أولا بالتخلص من الحكومات العربية “الخائنة” وفلسطين من النهر إلى البحر، وجانب آخر يرى أن إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم والتخلص منهم هو الحل ويجب أن تتوسع إسرائيل إلى أبعد من غزة والضفة.
إقرأ أيضا:هل لحرب غزة دور في سقوط أكثر من ألف قتيل في الحج؟الخلافة الإسلامية والإمبراطورية الصفوية وإسرائيل الكبرى هي مشاريع لا يدافع عنها إلا المتطرفين، الذين يعتقدون أن نصوصهم الدينية حقيقية، والحقيقة أن الديانات برمتها مجرد خرافات وصناعة بشرية.
ومن المثير للإهتمام أن هذه الأديان كلها ظهرت في الشرق الأوسط ونسي الإله المزعوم شمال أفريقيا وأوروبا وبقية القارات والمناطق، والأسوأ أن رسالاته وأنبيائه تركوا خلفهم شعوبا متطاحنة تحاول القضاء على بعضها البعض، هذه غاية الله؟ وهل هذا هو الخير أم أنه شر واضح؟
تعد المشاريع السياسية التوسعية الثلاثة سواء التي تعد طهران المسيطرة فيها أو تل أبيب هي حاكمة الشرق الأوسط أو إسطنبول عاصمة الدولة السنية العثمانية أو غيرها رجعية وارهابية ومدمرة لما اكتسبته الشعوب بعد نهاية الإستعمار الغربي.
وبينما الحكومات العربية مقتنعة بهذا وكذلك إسرائيل إلا أن إيران غير مقتنعة وتركيا لديها أطماع لا تخفيها، أما جماعات الإسلام السياسي الشيعية والسنية فهي كلها تنشد الخلافة الإسلامية.
لهذا السبب من الطبيعي أن تقوم العديد من الحكومات العربية بإدراج جماعة الاخوان المسلمين في قوائم الإرهاب، وهذا ما فعلته السعودية والإمارات ومصر.
إقرأ أيضا:من الصلاة والدعاء لجلب المطر إلى الإستمطار الإصطناعيكما أن بقية الجماعات والأحزاب السياسية التي تؤمن بالخلافة الإسلامية تشكل خطرا على السلم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي لا تنتمي إلى عصرنا الحالي.
لكن هذا ليس كافيا من أجل استئصال الخلافة الإسلامية والإمبراطورية الصفوية وإسرائيل الكبرى من ضمير شعوب المنطقة، وهنا يأتي دور التعليم والتثقيف والإعلام والإصلاح الديني الحقيقي وليس ما يسميه الأزهر اصلاحا.